للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[نزول الآية، والنسخ فيها]

٣١٣٣١ - عن ابن عباس -مِن طريق سفيان، عن عمرو بن دينار- قال: لَمّا نزلت: {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا} فكتب عليهم أن لا يَفِرَّ واحدٌ مِن عشرة، وأن لا يَفِرَّ عشرون مِن مائتين. ثم نزَلت: {الآن خفف الله عنكم} الآية، فكتَب أن لا يَفِرَّ مائةٌ مِن مائتين. قال سفيان، وقال ابن شُبْرُمة: وأُرى الأمرَ بالمعروف، والنهي عن المنكر مثلَ هذا؛ إن كانا رجلين أمَرهما، وإن كانوا ثلاثةً فهو في سَعَةٍ مِن تَرْكِهم (١). (٧/ ١٩٣).

٣١٣٣٢ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- قال: افْتَرَض أن يُقاتِلَ كلُّ رجلٍ عشرة، فثَقُل ذلك عليهم، وشَقَّ عليهم، فوضَع عنهم، ورَدَّ عنهم إلى أن يقاتِلَ الرجل الرجلين، فأنزل الله في ذلك: {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين} إلى آخر الآيات (٢). (٧/ ١٩٤)

٣١٣٣٣ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: لَمّا نزلت: {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين} شَقَّ ذلك على المسلمين حينَ فُرِض عليهم ألا يَفِرَّ واحدٌ مِن عشرة، فجاء التخفيف: {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين}. قال: فلما خَفَّف اللهُ عنهم مِن العِدَّةِ نَقَص مِن الصبر بقَدْرِ ما خفَّف عنهم (٣).

(٧/ ١٩٤)

٣١٣٣٤ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء بن أبي رباح- قال: لَمّا نزلت هذه الآية: {يا أيها النَّبِيّ حرض المؤمنين على القتال} ثَقُلَت على المسلمين، فأعْظَموا أن يُقاتِلَ عشرون مائتين، ومائةٌ ألفًا، فخفَّف الله عنهم، فنسَخها بالآية الأخرى، فقال: {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا} الآية. قال: فكانوا إذا كانوا على الشَّطْرِ من عدوِّهم لم يَنبَغِ لهم أن يَفِرُّوا منهم، وإذا كانوا دونَ ذلك لم يجبْ عليهم قتالُهم، وجازَ لهم أن يَتَحرَّزوا عنهم. ثم عاتَبهم في الأُسارى وأَخْذِ المغانم، ولم


(١) أخرجه البخاري ٦/ ٦٣ (٤٦٥٢)، وابن أبي حاتم ٥/ ١٧٢٨ (٩١٣٨، ٩١٣٩).
(٢) أخرجه إسحاق بن راهويه -كما في المطالب (٣٩٩٣، ٤٧٢٤/ ١) -، وابن جرير ١١/ ٢٦٣، وابن أبي حاتم ٥/ ١٧٢٨، والطبراني في الأوسط (٨١٠٧) واللفظ له، وابن مروديه -كما في المطالب (٤٧٢٤/ ٢) -. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.
(٣) أخرجه البخاري (٤٦٥٣)، وابن جرير ١١/ ٢٦٧، والنحاس في ناسخه ص ٤٧٠، وابن مردويه -كما في الفتح ٨/ ٣١٢ - ، والبيهقي في سننه ٩/ ٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>