للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يكنْ أحدٌ قبلَه مِن الأنبياء? يأكُلُ مَغْنمًا من عدوٍّ، هو لله (١). (٧/ ١٩٤)

٣١٣٣٥ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- قوله: {يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال} إلى قوله: {بأنهم قوم لا يفقهون}: وذلك أنه كان جعل على كل رجل من المسلمين عشرة من العدو يُؤشِّبهم -يعني: يُغْرِيهم- بذلك، لِيُوَطِّنُوا أنفسهم على الغزو، وإنّ الله ناصرهم على العدو، ولم يكن أمرًا عزمه الله عليهم ولا أوجبه، ولكن كان تحريضًا ووصية أمر الله بها نبيه. ثم خَفَّف عنهم، فقال: {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا}، فجعل على كل رجل رجلين بعد ذلك تخفيفًا، ليعلم المؤمنون أن الله بهم رحيم، فتوكلوا على الله وصبروا وصدقوا، ولو كان عليهم واجبًا، كفَّروا إذن كل رجل من المسلمين [نَكَلَ] (٢) عمَّن لَقِي مِن الكفار إذا كانوا أكثر منهم فلم يقاتلوهم. فلا يَغُرَّنَّك قول رجال، فإني قد سمعت رجالًا يقولون: إنه لا يصلح لرجل من المسلمين أن يقاتل حتى يكون على كل رجل رجلان، وحتى يكون على كل رجلين أربعة، ثم بحساب ذلك، وزعموا أنهم يعصون الله إن قاتلوا حتى يبلغوا عِدَّة ذلك، وإنه لا حرج عليهم أن لا يقاتلوا حتى يبلغوا عِدَّة أن يكون على كل رجل رجلان، وعلى كل رجلين أربعة، وقد قال الله: {ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رءوف بالعباد} [البقرة: ٢٠٧]، وقال الله: {فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين} [النساء: ٨٤]، فهو التحريض الذي أنزل الله عليهم في «الأنفال»، فلا تعجزنَّ، قاتِلْ، قد سقَطْتَ بين ظهري أناس كما شاء الله أن يكونوا (٣). (ز)

٣١٣٣٦ - عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء- في قوله: {إن يكن منكم عشرون} الآية، قال: كان يومَ بدرٍ، جعل الله على المسلمين أن يُقاتِلَ الرجلُ الواحدُ منهم عشرةً من المشركين؛ لِيَقْطَعَ دابَرهم، فلما هزَم الله المشركين وقطَع دابرَهم خفَّف على المسلمين بعدَ ذلك، فنزَلت: {الآن خفف الله عنكم}، يعني: بعد قتالِ بدر (٤). (٧/ ١٩٥)

٣١٣٣٧ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- قال: هذا لأصحاب


(١) أخرجه ابن جرير ١١/ ٢٦٣، وابن أبي حاتم ٥/ ١٧٢٨، ١٧٢٩، وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ، وابن مردويه.
(٢) [ذكره محققوه أنها زيادة يقتضيها السياق. ونحوه في تحقيق الشيخ شاكر. ونَكَل: أي نَكَص وجَبُن. لسان العرب (نكل).]
(٣) أخرجه ابن جرير ١١/ ٢٦٤.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم ٥/ ١٧٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>