للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنهم يُعْجِزونا، فيسبقوننا في الأرض حتى لا نقدر عليهم، فنعذبهم (١). (ز)

٥١٠٠٩ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- {والَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ}، قال: كذَّبوا بآيات الله، وظَنُّوا أنهم يعجزون الله، ولن يعجزوه (٢) [٤٤٩٧]. (١٠/ ٥٢٤)

٥١٠١٠ - قال مقاتل بن سليمان: {والَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ} يعني: في القرآن مُثَبِّطين، يعني: كُفّار مكة يُثَبِّطون الناس عن الإيمان بالقرآن، {أُولَئِكَ أصْحابُ الجَحِيمِ} (٣) [٤٤٩٨]. (ز)


[٤٤٩٧] وجَّه ابنُ عطية (٦/ ٢٦١) هذا القول بأنه تفسير على المعنى لا اللفظ، فقال: «وهذا تفسير خارج عن اللفظة».
[٤٤٩٨] اختُلِف في قراءة قوله: {معاجزين}؛ فقرأ قوم: {معاجزين}. وقرأ غيرهم: «مُعَجِّزِينَ».
وذكر ابنُ جرير (١٦/ ٦٠١) أنّ من فسر {معاجزين} بـ: مشاقين، أو بـ: أنهم ظنوا أنهم يعجزون الله فلا يقدر عليهم. فهو موافق للقراءة الأولى، وأن القراءة الثانية بمعنى: أنهم عجّزوا الناس، وثَبَّطوهم عن اتِّباع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والإيمان بالقرآن.
وبنحوه ابنُ عطية (٦/ ٢٦١).
ورجَّح ابنُ جرير (١٦/ ٦٠٢) صحة كلتا القراءتين، وتقارب معناهما مستندًا لاستفاضتهما وشهرتهما، فقال: «والصواب من القول في ذلك أن يُقال: إنهما قراءتان مشهورتان، قد قرأ بكل واحدة منهما عُلماء مِن القرّاء، متقاربتا المعنى؛ وذلك أنّ مَن عجّز عن آيات الله فقد عاجز الله، ومِن معاجزة الله التعجيز عن آيات الله، والعمل بمعاصيه وخلاف أمره، وكان مِن صفة القوم الذين أنزل الله هذه الآيات فيهم أنهم كانوا يُبَطِّئون الناسَ عن الإيمان بالله، واتباع رسوله، ويُغالِبون رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يحسبون أنهم يُعَجِّزونه ويغلبونه، وقد ضمن الله له نصره عليهم، فكان ذلك معاجزتهم الله. فإذ كان ذلك كذلك فبأيِّ القراءتين قرأ القارئُ فمصيبٌ الصوابَ في ذلك».
وذكر ابنُ عطية (٦/ ٢٦١) أنّ من قرأ: {معاجزين} فمعناه: مغالبين، كأنهم: طلبوا عجز صاحب الآيات، والآيات تقتضي تعجيزهم، فصارت مفاعلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>