أعطى الفتنة؛ فأنزل الله تعالى:{ومن الناس من يقول ءامنا بالله فإذا أوذى في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله}. فكتب بها المسلمون الذين بالمدينة إلى المسلمين الذين بمكة، فقال رجل من بني ضمرة -وكان مريضًا-: أخرجوني إلى الروح. فأخرجوه، حتى إذا كان بالحَصْحاص (١) مات؛ فأنزل الله فيه:{ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله} الآية [النساء: ١٠٠]، ونزل في أولئك الذين كانوا أعطوا الفتنة:{ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا} إلى {رحيم}(٢). (ز)
٥٩٥٩٨ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد بن بشير- {ومن الناس من يقول آمنا بالله} إلى قوله {وليعلمن المنافقين}، قال: هذه الآيات نزلت في القوم الذين ردَّهم المشركون إلى مكة، وهذه الآيات العشر مدنية (٣)[٥٠٢٥]. (١١/ ٥٣٣)
٥٩٥٩٩ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله:{ومن الناس من يقول آمنا بالله} الآية، قال: كان أناس من المؤمنين آمنوا وهاجروا، فلحقهم أبو سفيان، فردَّ بعضهم إلى مكة، فعذَّبهم، فافتتنوا؛ فأنزل الله فيهم هذا (٤). (١١/ ٥٣٢)
٥٩٦٠٠ - تفسير إسماعيل السُّدِّيّ: وهذه الآية نزلت في عياش بن أبي ربيعة أخي أبي جهلٍ (٥). (ز)
٥٩٦٠١ - قال مقاتل بن سليمان:{ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذآ أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله}، نزلت في عياش بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عمرو بن مخزوم القرشي، وذلك أنّ عيّاشًا أسلم، فخاف أهلَ بيته، فهرب إلى المدينة بدينه قبل أن يُهاجِر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إليها، فحلفت أمه أسماءُ بنت مخرمة بن أبي جندل بن نهشل التميمي ألا تأكل، ولا تشرب، ولا تغسل رأسها، ولا تدخل كِنًّا، حتى يرجع إليها، فصبرت ثلاثة أيام، ثم أكلت وشربت، فركب أبو جهل -عدوُّ الله- والحارث ابنا هشام، وهما أخواه لأمه، وهما بنو عمٍّ، حتى أتيا المدينة، فلقياه، فقال أبو جهل
[٥٠٢٥] لم يذكر ابنُ جرير (١٨/ ٣٦٦) في نزول الآية غير قول قتادة وقول ابن عباس.