للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وألبانها، فإن شفيتني فإنِّي أُحَرِّمها عَلَيَّ (١). (ز)

١٣٧٣٢ - عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- قوله: {كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين}، قالت اليهود: إنّما نُحَرِّم ما حَرَّم إسرائيل على نفسه. وإنّما حرم إسرائيل العروق، كان يأخذه عرق النَّسا، كان يأخذه بالليل ويتركه بالنهار، فحلف لئن الله عافاه منه لا يأكل عرقًا أبدًا. فحَرَّمه الله عليهم، ثم قال: {قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين} ما حرم هذا عليكم غيري ببغيكم، فذلك قوله: {فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم} [النساء: ١٦٠] (٢). [١٢٩٨] (ز)

١٣٧٣٣ - قال محمد بن السائب الكلبي -من طريق مَعْمَر- قال إسرائيل: إنِ الله شفاني لَأُحَرِّمَنَّ أطيب الطعام والشراب. أو قال: أحب الطعام والشراب إلَيَّ. فحَرَّم لحوم الإبل وألبانها (٣). (ز)

١٣٧٣٤ - قال مقاتل بن سليمان: في قوله: {كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة}، وذلك أن يعقوب بن إسحاق خرج ذات ليلة ليرسل الماء في أرضه، فاستقبله مَلَك، فظن أنه لص يريد أن يقطع عليه الطريق، فعالجه في المكان الذي كان يقرب فيه القُرْبان، يدعى: شانير، فكان أول قربان قَرَّبه بأرض المقدس، فلما أراد الملك أن يفارقه غَمَز فَخِذ يعقوب


[١٢٩٨] علّق ابن جرير (٥/ ٥٧٨) على قول السدي، فقال: «تأويل الآية على هذا القول: كل الطعام كان حِلًّا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة، فإن الله حرم عليهم من ذلك ما كان إسرائيل حَرَّمه على نفسه في التوراة، ببغيهم على أنفسهم، وظلمهم لها، قل يا محمد: فأتوا -أيها اليهود- إن أنكرتم ذلك بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين أن الله لم يُحَرِّم ذلك عليكم في التوراة، وأنكم إنما تحرمونه لتحريم إسرائيل إياه على نفسه».وعلّق ابن عطية (٢/ ٢٨٤) على قول السدي واستشهاده بقوله تعالى: {فبظلم من الذين هادوا}، فقال: «والظاهر في لفظة ظلم أنها مختصة بتحريم ونحوه؛ يدل على ذلك أن العقوبة وقعت بذلك النوع».

<<  <  ج: ص:  >  >>