٥٧٢٠٤ - قال مقاتل بن سليمان: فدعا سليمانُ الهدهدَ، وقال:{اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم} يعني: إلى أهل سبأ، {ثم تول} يقول: ثم انصرف {عنهم فانظر ماذا يرجعون} الجواب. فحمل الهدهدُ الكتابَ بمنقاره، فطار حتى وقف على رأس المرأة، فرفرف ساعةً والناس ينظرون، فرفعت المرأةُ رأسها، فألقى الهدهدُ الكتابَ في حِجْرِها، فلما رأت الكتاب ورأت الخاتم رعدت، وخضعت، وخضع مَن معها من الجنود؛ لأنّ مُلْكَ سليمان - عليه السلام - كان في خاتمه، فعرفوا أنّ الذي أرسل هذا الطير أعظم مُلكًا مِن مُلْكها، فقالت: إنّ مَلِكًا رُسُله الطير، إن ذلك الملك لملك عظيم! فقرأت هي الكتاب، وكانت عربية مِن قوم تبع بن أبي شراحيل الحميري، وقومها من قوم تبع، وهم عرب، فأخبرتهم بما في الكتاب، ولم يكن فيه شيء غير:{إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي}(١). (ز)
٥٧٢٠٥ - عن زهير بن محمد التميمي العنبري -من طريق الوليد- في قول الله:{فألقه إليهم ثم تول عنهم}، يقول: تنَحَّ عنهم ناحية (٢). (ز)
٥٧٢٠٦ - قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب-: فأجابه سليمان، يعني: أجاب الهدهد لما فرغ: {قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين. اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم}، وانظر ماذا يرجعون، {ثم تول عنهم} مُنصَرِفًا إلَيَّ. وقال: وكانت لها كوة مستقبلة الشمس، ساعةَ تطلع الشمس تطلع فيها، فتسجد لها، فجاء الهدهد حتى وقع فيها، فسَدَّها، واسْتَبْطَأَتِ الشمسَ، فقامت تنظر، فرمى بالصحيفة إليها مِن تحت جناحه، وطار حتى قامت تنظر الشمس (٣)[٤٨٦١]. (ز)
[٤٨٦١] علّق ابنُ جرير (١٨/ ٤٥) على قول ابن زيد، فقال: «فهذا القولُ مِن قول ابن زيد يدلُّ على أنّ الهدهد تولى إلى سليمان راجعًا بعد إلقائه الكتاب، وأن نظره إلى المرأة ما الذي ترجع وتفعل كان قبل إلقائه كتاب سليمان إليها».