للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{اليوم أكملت لكم دينكم}. يقول: حلالكم وحرامكم، فلم ينزل بعد هذا حلال ولا حرام [١٩٦٠]، {وأتممت عليكم نعمتي} قال: مِنَّتِي؛ فلم يحج معكم مشرك، {ورضيت} يقول: واخترت لكم (١). (٥/ ١٧٩)

٢١٤٩١ - قال سعيد بن جبير =

٢١٤٩٢ - وقتادة بن دِعامة: أكملت لكم دينَكم؛ فلم يَحُجَّ معكم مشرك (٢). (ز)

٢١٤٩٣ - عن سعيد بن جبير -من طريق أبي حُصَيْن- في قوله: {اليوم أكملت لكم دينكم}، قال: تمام الحج، ونفي المشركين عن البيت [١٩٦١] (٣). (ز)

٢١٤٩٤ - عن? الحكم [بن عُتَيبة] ? {ت} -من طريق أبي يحيى بن أبي غَنِيَّةَ- {اليوم أكملت لكم دينكم}، قال: أكمل لهم دينهم أن حَجُّوا ولم يَحُجَّ معهم مشرك (٤). (ز)


[١٩٦٠] انتَقَدَ ابنُ جرير (٣/ ٨٢ - ٨٣) قولَ ابن عباس هذا، وما ماثله، مستندًا إلى أحوال النزول، فقال: «أمّا الفرائض والأحكام فإنّه قد اخْتُلِف فيها: هل كانت أُكْمِلَتْ ذلك اليوم أم لا؟ فرُوِي عن ابن عباس والسدي ما ذكرنا عنهما قبلُ. ورُوِي عن البَراء بن عازِب أنّ آخر آية نزلت من القرآن: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الكَلالَةِ} [النساء: ١٧٦]، ولا يَدْفَع ذو عِلْم أنّ الوحي لم ينقطع عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أن قُبِض، بل كان الوحي قبل وفاته أكْثَرَ ما كان تَتابُعًا. فإذ كان ذلك كذلك، وكان قوله: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الكَلالَةِ} آخرَها نُزُولًا، وكان ذلك من الأحكام والفرائض؛ كان معلومًا أنّ معنى قوله: {اليَوْمَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} على خلاف الوجه الذي تَأَوَّله مَن تَأَوَّلَه، أعني: كمال العبادات والأحكام والفرائض. فإن قال قائل: فما جَعْلُ قَوْلِ مَن قال:» قد نَزَل بعد ذلك فَرْضٌ «أوْلى مِن قَوْلِ مَن قال:» لم يَنزِلْ «؟ قِيل: لأنّ الذي قال:» لم يَنزِل «مُخْبِرٌ أنّه لا يَعْلَمُ نُزُول فَرْضٍ، والنَّفْيُ لا يكون شهادةً، والشَّهادَةُ قولُ مَن قالَ:» نَزَلَ «، وغيرُ جائزٍ دَفْعُ خبر الصادق فيما أمكن أن يكون فيه صادقًا».
[١٩٦١] رجَّحَ ابنُ جرير (٣/ ٨٢) قولَ سعيد هذا وما ماثله، فقال: «وأَوْلى الأقوال في ذلك بالصواب أن يُقال: إنّ الله - عز وجل - أخْبَر نبيَّه - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين به أنّه أكْمَلَ لهم يومَ أنزَلَ هذه الآية على نبيِّه دينَهم، بإفْرادهم بالبلد الحرام، وإجْلائه عنه المشركين، حتى حجَّه المسلمون دونهم، لا يُخالِطُهُم مُشْرِك»، ولم يذكر مستندًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>