للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ورَسُولُهُ إلّا غُرُورًا}، قال ناس من المنافقين: أيعِدُنا محمدٌ أن نفتح قصور الشام وفارس، وأحدُنا لا يستطيعُ أن يُجاوِزَ رَحْلَه؟! ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورًا (١). (ز)

٦١٨١١ - عن يزيد بن رومان -من طريق ابن إسحاق- {وإذْ يَقُولُ المُنافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وعَدَنا اللَّهُ ورَسُولُهُ إلّا غُرُورًا}، يقول: مُعتِّب بن قُشَير، إذ قال ما قال يوم الخندق (٢). (ز)

٦١٨١٢ - قال مقاتل بن سليمان: {وإذْ يَقُولُ المُنافِقُونَ} منهم أوس بن قيظي، ومعتب بن قشير الأنصاري {والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} يعني: الشك ... {وإذْ يَقُولُ المُنافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} يعني: كفرًا {ما وعَدَنا اللَّهُ ورَسُولُهُ إلّا غُرُورًا} قال مُعتِّب بن قُشَير: إنّ الذي يقول لهو الغرور. ولم يقل: إنّ الذي وعدنا الله ورسوله غرورًا؛ لأنّه لا يُصَدِّق بأن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - رسول فيصدقه. فقال الله تعالى: إن الذي قال محمد هو ما وعد الله، وهو قول الله - عز وجل -. فأكذب الله مُعَتِّبًا (٣). (ز)

٦١٨١٣ - عن محمد بن إسحاق -من طريق وهب، عن أبيه- قال: ثم ذكر المنافقين {والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا} يعني بذلك: مُعَتِّب بن قُشَير حين قال ما قال، ثم ذكر قول بني حارثة ومبعثهم أوس بن قَيْظيّ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قالوا: {إن بيوتنا عوره وماهي بعورة إن يريدون إلا فرارا} (٤). (ز)

٦١٨١٤ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال: قال رجلٌ يوم الأحزاب لرجل مِن صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم -: يا فلان، أرأيت إذ يقول رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، وإذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، والذي نفسي بيده، لتنفقن كنوزهما في سبيل الله». فأين هذا مِن هذا، وأحدنا لا يستطيع أن يخرج يبول من الخوف؟! {ما وعَدَنا اللَّهُ ورَسُولُهُ إلّا غُرُورًا} فقال له: كذبت، لأُخبِرَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - خبرَك. قال: فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخبره، فدعاه، فقال: «ما قلتَ؟». فقال: كذب عَلَيَّ، يا رسول الله، ما قلت شيئًا، ما خرج هذا مِن فمي قطُّ. قال الله: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا ولَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الكُفْرِ} حتى بلغ {وما لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن ولِيٍّ ولا نَصِيرٍ} [التوبة: ٧٤]. قال: فهذا قول الله: {إنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنكُمْ نُعَذِّبْ طائِفَةً} [التوبة: ٦٦] (٥). (ز)


(١) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ١١٣ - ١١٤.
(٢) أخرجه ابن جرير ١٩/ ٣٨.
(٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٤٧٧ - ٤٧٨.
(٤) أخرجه إسحاق البستي ص ١١٦.
(٥) أخرجه ابن جرير ١٩/ ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>