للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٥٥٧٦ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله تعالى: {حتى يميز الخبيث من الطيب}، قال: حتى يُمَيِّز الكافر من المؤمن (١). (ز)

١٥٥٧٧ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط-: {حتى يميز الخبيث من الطيب} حتى يخرج المؤمن من الكافر (٢). (ز)

١٥٥٧٨ - قال محمد بن السائب الكلبي: في قوله: {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه} الخطاب للكفار والمنافقين (٣). (ز)

١٥٥٧٩ - قال مقاتل بن سليمان: {ما كان الله ليذر المؤمنين} يا معشر الكفار {على ما أنتم عليه} من الكفر، {حتى يميز الخبيث من الطيب} في علمه، حتى يميز أهل الكفر من أهل الإيمان. نظيرُها في الأنفال (٤). (ز)

١٥٥٨٠ - عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حجاج- {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب}، قال: يقول: ليبين الصادق بإيمانه من الكاذب (٥). (ز)

١٥٥٨١ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- {ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب}، أي: المنافق (٦). [١٤٧٦] (ز)


[١٤٧٦] اختلف في معنى: {حَتّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} في هذه الآية على قولين: الأول: حتى يميز المنافق من المؤمن بالمحن والاختبار. الثاني: حتى يميز المؤمن من الكافر بالهجرة والجهاد.
ووجَّه ابن عطية (٢/ ٤٢٩) القول الأول بأن المعنى: «ما كان الله ليدع المؤمنين مختلطين بالمنافقين مشكلًا أمرُهم، يجري المنافق مجرى المؤمن، ولكن ميَّز بعضهم من بعض، بما ظهر من هؤلاء وهؤلاء في أُحُدٍ من الأفعال والأقوال». ووجَّه القول الثاني بأن المعنى: «حتى يميز المؤمنين من الكافرين بالإيمان والهجرة».
ورجَّح ابن جرير (٦/ ٢٦٤) القول الأول مستندًا إلى السياق، وهو قول مجاهد من طريق ابن أبي نجيح، وما في معناه، وعلَّل ذلك بأن «الآيات قَبْلها في ذِكْر المنافقين، وهذه في سياقتها، فكونها بأن تكون فيهم أشْبَهُ منها بأن تكون في غيرهم».
ووجَّه ابنُ عطية معنى قوله تعالى: {وما كانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلى الغَيْبِ} عند أصحاب القول الأول، فقال: «وأما مجاهد وابن جريج وأهل القول الأول، فقولهم في تأويل قوله تعالى: {وما كانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلى الغَيْبِ} أنه في أمر أُحُد، أي: ما كان الله ليطلعكم على أنكم تُهزمون، فكنتم تكعون ونحو هذا. وأيضًا فما كان ليطلعكم على المنافقين تصريحًا بهم وتسميةً لهم، ولكن هذا بقرائن أفعالهم وأقوالهم في مثل هذا الموطن».

<<  <  ج: ص:  >  >>