ووجَّه ابن عطية (٢/ ٤٢٩) القول الأول بأن المعنى: «ما كان الله ليدع المؤمنين مختلطين بالمنافقين مشكلًا أمرُهم، يجري المنافق مجرى المؤمن، ولكن ميَّز بعضهم من بعض، بما ظهر من هؤلاء وهؤلاء في أُحُدٍ من الأفعال والأقوال». ووجَّه القول الثاني بأن المعنى: «حتى يميز المؤمنين من الكافرين بالإيمان والهجرة». ورجَّح ابن جرير (٦/ ٢٦٤) القول الأول مستندًا إلى السياق، وهو قول مجاهد من طريق ابن أبي نجيح، وما في معناه، وعلَّل ذلك بأن «الآيات قَبْلها في ذِكْر المنافقين، وهذه في سياقتها، فكونها بأن تكون فيهم أشْبَهُ منها بأن تكون في غيرهم». ووجَّه ابنُ عطية معنى قوله تعالى: {وما كانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلى الغَيْبِ} عند أصحاب القول الأول، فقال: «وأما مجاهد وابن جريج وأهل القول الأول، فقولهم في تأويل قوله تعالى: {وما كانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلى الغَيْبِ} أنه في أمر أُحُد، أي: ما كان الله ليطلعكم على أنكم تُهزمون، فكنتم تكعون ونحو هذا. وأيضًا فما كان ليطلعكم على المنافقين تصريحًا بهم وتسميةً لهم، ولكن هذا بقرائن أفعالهم وأقوالهم في مثل هذا الموطن».