للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهم حُرُم، ولا يدخلوا بيتًا من شَعَر، ولا يَسْتَظِلُّوا إن اسْتَظَلُّوا إلا في بيوت الأدَم ما كانوا حُرُمًا. ثم رفعوا في ذلك، فقالوا: لا ينبغي لأهل الحِلِّ أن يأكلوا من طعام جاؤوا به معهم من الحِلِّ في الحرم، إذا جاؤوا حُجّاجًا أو عُمّارًا، ولا يطوفون بالبيت إذا قَدِموا أول طوافهم إلا في ثياب الحُمْس، فإن لم يجدوا منها شيئًا طافوا بالبيت عُراة. فحملوا على ذلك العرب، فدانَت به، وأخذوا بما شَرَعُوا لهم من ذلك، فكانوا على ذلك، حتى بعث الله محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، فأنزل الله حين أحكم له دينه، وشَرَع له حجه: {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم} يعني: قريشًا. و {الناس}: العرب. فرفعهم في سُنَّة الحج إلى عرفات، والوقوف عليها، والإفاضة منها. فوضع الله أمْرَ الحُمْسِ، وما كانت قريش ابْتَدَعَتْ منه عن الناس بالإسلام حين بعث الله رسوله (١). (ز)

٦٩٩٧ - عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قوله: {ثُمَّ أفِيضُوا مِن حَيْثُ أفاضَ النّاسُ}، قال: كانت قريش وكلُّ ابن أخت وحليف لهم لا يُفِيضُون مع الناس من عرفات، يقفون في الحرم ولا يخرجون منه، يقولون: إنّما نحن أهلُ حَرَمِ الله؛ فلا نَخْرُجُ من حَرَمِه. فأمرهم الله أن يُفِيضوا من حيث أفاض الناس، وكانت سنة إبراهيم وإسماعيل الإفاضة من عرفات (٢). (ز)

٦٩٩٨ - عن الكلبي بإسناده: هم أهل اليمن، وربيعة (٣). (ز)

٦٩٩٩ - قال مقاتل بن سليمان: {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس}، وذلك الحُمْس؛ قريش، وكنانة، وخزاعة، وعامر بن صَعْصَعَة، كانوا يبيتون بالمَشْعَر الحرام، ولا يخرجون من الحَرَم؛ خشية أن يُقتلوا، وكانوا لا يقفون بعرفات؛ فأنزل الله - عز وجل - فيهم يأمرهم بالوقوف بعرفات، فقال لهم: {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} يعني: ربيعة، واليمن، كانوا يُفِيضون من عرفات قبل غروب الشمس، ويفيضون من جَمْعٍ إذا طلعت الشمس، فخالف النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في الإفاضة (٤). (ز)

٧٠٠٠ - عن محمد بن إسحاق -من طريق يونس- قال: وأنزل الله - عز وجل - على نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - حين أحكم أمره وشرع له سُنَنَ حَجِّه: {ثم أفيضوا من حيث أفاض


(١) أخرجه ابن جرير ٣/ ٥٢٨.
(٢) أخرجه ابن جرير ٣/ ٥٢٨.
(٣) تفسير الثعلبي ٢/ ١١٢، وتفسير البغوي ١/ ٢٣٠.
(٤) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ١٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>