للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بعد إذ هُدِي (١) [٢٣٠٨]. (٦/ ٩٤)

٢٥٢٥١ - عن أبي مالك غزوان الغفاري -من طريق السدي- قوله: {الشياطين}، يعني: إبليس، وذريته (٢). (ز)

٢٥٢٥٢ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في الآية، قال: خصومة عَلَّمها اللهُ محمدًا - صلى الله عليه وسلم - وأصحابَه، يُخاصِمون بها أهلَ الضلالة (٣). (٦/ ٩٥)

٢٥٢٥٣ - عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله تعالى: {استهوته


[٢٣٠٨] اختُلف في قوله: {وله أصحاب} هل هم من المؤمنين، أم من الضالين.
وعلَّق ابنُ جرير (٩/ ٣٣١) على القول الثاني الذي قاله ابن عباس من طريق العوفي بقوله: «فكأنّ ابن عباس على هذه الرواية يرى أنّ أصحاب هذا الحيران الذين يدعونه إنما يدعونه إلى الضلال، ويزعمون أن ذلك هدى، وأن الله أكذبهم بقوله: {قل إن هدى الله هو الهدى}، لا ما يدعوه إليه أصحابه».
وبنحوه علَّق ابنُ عطية (٣/ ٣٩٢).
ثم رجَّح ابنُ جرير (٩/ ٣٣٢) القول الأول، وانتَقَد الثاني مستندًا إلى ظاهر الآية بما مفاده أنه يقتضي أن أصحابه يدعونه إلى ضلال ويزعمون أنه هدى. وهذا خلاف ظاهر الآية؛ فإنّ الله أخبر أنهم يدعونه إلى هُدًى، فغير جائز أن يكون ضلالًا، وقد أخبر الله أنه هدى.
وكذا انتَقَد ابنُ كثير (٦/ ٨١) قول ابن عباس مستندًا إلى السياق، فقال: «فإنّ السياق يقتضي أن هذا الذي استهوته الشياطين في الأرض حيران، وهو منصوب على الحال، أي: في حال حيرته، وضلاله، وجهلِه وجهَ المحجة، وله أصحاب على المحجة سائرون، فجعلوا يدعونه إليهم وإلى الذهاب معهم على الطريقة المثلى. وتقدير الكلام: فيأبى عليهم ولا يلتفت إليهم، ولو شاء الله لهداه، ولرد به إلى الطريق؛ ولهذا قال: {قل إن هدى الله هو الهدى} كما قال: {ومن يهد الله فما له من مضل} [الزمر: ٣٧]، وقال: {إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين} [النحل: ٣٧]».
وذكر ابنُ عطية (٣/ ٣٩١) أنّ قول ابن عباس قول تحتمله الآية.

<<  <  ج: ص:  >  >>