ووجَّه ابنُ عطية (٨/ ١٠٧) القول الثاني بقوله: «ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تَحِلُّ الصدقة لغنيٍّ، ولا لذي مِرَّةٍ سَوِيٍّ»». ورجَّح ابنُ جرير (٢٢/ ١١) -مستندًا إلى الدلالة العقلية- «قول مَن قال: عُنِيَ بالمِرَّة: صحةُ الجسم وسلامته من الآفات والعاهات، والجسم إذا كان كذلك مِن الإنسان كان قويًّا». وعلَّل ذلك بقوله: «لأن المِرَّة واحدُ المِرَر، وإنما أريد به: ذو مِرَّةٍ سويَّةٍ، وإذا كانت المِرَّة صحيحة كان الإنسان صحيحًا، ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تَحِلُّ الصدقة لغنيٍّ، ولا لذي مِرَّةٍ سَوِيٍّ»». وذكر ابنُ عطية (٨/ ١٠٨) القول الأول، ثم نقل قولًا آخر أن المعنى: «ذو جسم طويل حسن». ثم انتقدهما قائلًا: «وهذا كله ضعيف». ولم يذكر مستندًا. وعلَّق ابنُ كثير (١٣/ ٢٤٩) على القول الأول والثاني بقوله: «ولا منافاة بين القولين؛ فإنه - عليه السلام - ذو مَنظر حسن، وقوة شديدة. وقد ورد الحديث الصحيح من رواية أبي هريرة وابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا تحل الصدقة لغنيٍّ، ولا لذي مرة سويٍّ»». ووجَّه ابنُ جرير (٢٢/ ١٢) «استوى» على القول بأن المتَّصف بقوله تعالى: {شَدِيدُ القُوى} هو جبريل - عليه السلام - بقوله: «وكأن قائل ذلك وجَّه معنى قوله: {فاسْتَوى} أي: ارتفع واعتدل».