للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الركن فِيَّ، فخده (١). فحفر عنه، فوضعه، فلمّا فرغ إبراهيمُ مِن بنائه قال: قد فعلتُ، يا رب، فأرِنا مناسكنا -أبرِزها لنا، وعلِّمناها-. فبعث الله جبريلَ، فحجَّ به، حتى إذا رأى عرفة قال: قد عرفتُ. وكان أتاها قبل ذلك مرَّة، قال: فلذلك سُمِّيَت: عرفة، حتى إذا كان يوم النحر عرض له الشيطان، فقال: احصِبْ. فحصبه بسبع حصيات، ثم اليوم الثاني، فالثالث، فسدَّ ما بين الجبلين -يعني: إبليس-، فلذلك كان رمي الجمار، قال: اعلُ على ثبير. فعلاه، فنادى: يا عباد الله، أجيبوا الله، يا عباد الله، أطيعوا الله. فسمع دعوته مَن بين الأبحر السَّبْعِ مِمَّن كان في قلبه مثقالُ ذَرَّة من الإيمان، فهي التي أعطى الله إبراهيمَ في المناسك، قوله: لبيك اللهم لبيك. ولم يَزَلْ على وجه الأرض سبعةٌ مسلمون فصاعدًا، فلولا ذلك هلكت الأرض ومَن عليها (٢). (١٠/ ٤٦١ - ٤٦٢)

٥٠٣٨١ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد بن بشير- وذكر قول الله -تبارك وتعالى-: {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت}، قال: هذا حرم الله قد طاف به آدمُ ومَن بعده، فلما كان إبراهيم أراه الله تعالى مكانة البيت، فاتَّبَع منه أثرًا قديمًا، فبناه مِن طور زيتا، وطور سينا، ومن جبل لبنان (٣)، [و] مِن (٤) أُحُدٍ وحراء، وجعل قواعده من حراء، ثم قال: {وأذن في الناس بالحج} (٥). (ز)

٥٠٣٨٢ - عن إسماعيل السُّدِّيّ، قال: إنّ الله - عز وجل - أمر إبراهيم أن يبني البيت هو وإسماعيل، فانطلق إبراهيمُ حتى أتى مكة، فقام هو وإسماعيل، وأخذا المعاوِل لا يدريان أين البيت، فبعث الله ريحًا يُقال لها: ريح الخَجُوج، لها جناحان ورأس في صورة حيَّة، فكَنَسَت لهما ما حول الكعبة من البيت الأول، واتَّبعاها بالمعاول يحفران حتى وضعا الأساس، فذلك حين يقول الله: {واذ بوأنا لابراهيم مكان البيت}، فلما بنيا القواعد، فبلغ مكان الركن؛ قال إبراهيم لإسماعيل: اطلب لي حجرا حسنًا أضعه ههنا. قال: يا أبت، إني كسلان لَغِبٌ. قال: عليَّ ذلك. فانطلق


(١) هكذا في الأصل.
(٢) أخرجه عبد الرزاق (٩٠٩٤ - ٩٠٩٦، ٩٠٩٩)، وابن جرير ٢/ ٥٥١ - ٥٥٢، وابن أبي حاتم -كما في فتح الباري ٦/ ٤٠٩ - مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(٣) وقع في المصدر: جبل لبيان، والظاهر أنه تصحيف؛ ففي سائر المصادر: جبل لبنان.
(٤) سقطت الواو من المصدر، وقد أثبتناها من مختصره لابن منظور ١/ ٢٨٧.
(٥) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٢/ ٣٤٧ - ٣٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>