ورجَّح ابنُ جرير (١٦/ ٦١٠) مستندًا إلى ظاهر الآية القولَ الثاني الذي قاله ابن عباس من طريق علي، ومجاهد، والضحاك، ومَن وافقهم، فقال: «وهذا القول أشبه بتأويل الكلام، بدلالة قوله: {فَيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ} على ذلك؛ لأن الآيات التي أخبر الله -جلّ ثناؤه- أنه يُحْكِمها لا شكَّ أنها آيات تنزيله، فمعلومٌ أن الذي ألقى فيه الشيطان هو ما أخبر الله -تعالى ذِكْرُه- أنّه نسخ ذلك منه وأبطله، ثم أحكمه بنسخه ذلك منه». وكذا رجَّحه (٤/ ٤٣٨) ابنُ تيمية مستندًا إلى ظاهر القرآن، فقال: «وهو ظاهر القرآن، ومراد الآية قطعًا؛ لقوله بعد ذلك: {فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض}، وهذا كله لا يكون في مجرد القلب إذا لم يتكلم به النبيُّ». وذكر ابنُ عطية (٦/ ٢٦٣) أنّ مَن قالوا بالقول الثاني تأولوا قوله: {إلا أماني} [البقرة: ٧٨]، أي: إلا تلاوة. وذكر ابنُ كثير (١٠/ ٨٦) أن القول الثاني قول أكثر المفسرين.