للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥١٠٤١ - تفسير قتادة بن دعامة: قوله: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته}: نفسه، يعني: إذا قرأ (١). (ز)

٥١٠٤٢ - عن الحسين بن واقد -من طريق علي بن الحسن- في قوله: {إذا تمنى}، قال: إذا أتاه (٢) (٣). (ز)

٥١٠٤٣ - قال محمد بن السائب الكلبي: إذا حدَّث نفسه (٤). (ز)

٥١٠٤٤ - قال مقاتل بن سليمان: {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى} يعني: إذا حدَّث نفسه {ألقى الشيطان في أمنيته} يعني: في حديثه. مثل قوله: {ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني} [البقرة: ١٧٨]، يقول: إلا ما يُحَدَّثوا عنها، يعني: التوراة (٥) [٤٥٠١]. (ز)


[٤٥٠١] اختُلِف في معنى قوله: {تمنى}؛ فقال قوم: مِن الأُمنية، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تمنى يومًا أن لا يأتيه من الله شيء ينفر عنه به قومُه، فألقى الشيطان على لسانه لِما كان قد تمناه. وقال آخرون: تمنّى: تلا وقرأ.
ورجَّح ابنُ جرير (١٦/ ٦١٠) مستندًا إلى ظاهر الآية القولَ الثاني الذي قاله ابن عباس من طريق علي، ومجاهد، والضحاك، ومَن وافقهم، فقال: «وهذا القول أشبه بتأويل الكلام، بدلالة قوله: {فَيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ} على ذلك؛ لأن الآيات التي أخبر الله -جلّ ثناؤه- أنه يُحْكِمها لا شكَّ أنها آيات تنزيله، فمعلومٌ أن الذي ألقى فيه الشيطان هو ما أخبر الله -تعالى ذِكْرُه- أنّه نسخ ذلك منه وأبطله، ثم أحكمه بنسخه ذلك منه».
وكذا رجَّحه (٤/ ٤٣٨) ابنُ تيمية مستندًا إلى ظاهر القرآن، فقال: «وهو ظاهر القرآن، ومراد الآية قطعًا؛ لقوله بعد ذلك: {فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض}، وهذا كله لا يكون في مجرد القلب إذا لم يتكلم به النبيُّ».
وذكر ابنُ عطية (٦/ ٢٦٣) أنّ مَن قالوا بالقول الثاني تأولوا قوله: {إلا أماني} [البقرة: ٧٨]، أي: إلا تلاوة.
وذكر ابنُ كثير (١٠/ ٨٦) أن القول الثاني قول أكثر المفسرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>