للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

آلهتهم، {والمطلوب}: الذباب (١). (١٠/ ٥٣٩)

٥١١٩٣ - قال عبد الله بن عباس: {الطالب}: الذباب يطلب ما يسلب من الطيب من الصنم، و {المطلوب}: الصنم يطلب الذباب منه السَّلَب (٢). (ز)

٥١١٩٤ - قال الضحاك بن مزاحم: {الطالب}: العابد، {والمطلوب}: المعبود (٣). (ز)

٥١١٩٥ - عن إسماعيل السُّدِّيّ، قال: ثم رجع إلى الناس وإلى الأصنام، فقال: {ضعف الطالب} الذي يطلب إلى هذا الصنمِ الذي لا يخلق ذبابًا، ولا يستطيع أن يستنقذ ما سلب منه، وضعف المطلوب إليه الذي لا يخلق ذبابًا، ولا يستنقذ ما سُلِب منه (٤). (١٠/ ٥٤٠)

٥١١٩٦ - قال مقاتل بن سليمان: ثم قال: {ضعف الطالب والمطلوب}، فأمّا الطالب فهو الصنم، وأمّا المطلوب فهو الذباب، فالطالب هو الصنم الذي يسلبه الذباب ولا يمتنع منه، والمطلوب هو الذباب، فأخبر الله عن الصنم أنه لا قوة له، ولا حيلة، فكيف تعبدون ما لا يخلق [ذبابًا]، ولا يمتنع من الذباب (٥). (ز)

٥١١٩٧ - قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: كانوا يُحَلُّون الأصنامَ باليواقيت واللَآلئ وأنواع الجواهر، ويُطَيّبونها بألوان الطِّيب، فربما يسقط منها واحدةٌ، أو يأخذها طائِرٌ أو ذباب، فلا تقدر الآلهة على اسْتِرْدادِها (٦). (ز)

٥١١٩٨ - قال يحيى بن سلّام، في قوله: {ضعف الطالب والمطلوب}: والطالب: هو الوثن. والمطلوب: الذباب (٧) [٤٥١٥]. (ز)


[٤٥١٥] أفادت الآثار اختلاف السلف في المراد بقوله: {ضعف الطالب والمطلوب} على قولين: الأول: أنّ الطالب: هو الآلهة. والمطلوب: هو الذباب. الثاني: أن الطالب: هو السائل من بني آدم الآلهة. والمطلوب: هو الأصنام المَدْعُوَّة.
وقد رجّح ابنُ جرير (١٦/ ٦٣٦) مستندًا إلى السياق القول الأول، وعَلَّل ذلك بقوله: «وإنما قلت: هذا القول أولى بتأويل ذلك لأنّ ذلك في سياق الخبر عن الآلهة والذباب؛ فأن يكون ذلك خبرًا عما هو به مُتَّصل أشبه مِن أن يكون خبرًا عما هو عنه منقطع».
وبنحوه قال ابنُ كثير (٥/ ٤٥٤).
وأمّا ابنُ القيم (٢/ ٢٢٢) فقد رجّح العموم في الآية، فقال: «والصحيح أن اللفظ يتناول الجميع، فضعُفَ العابدُ والمعبود: المستلِبُ والمستلَبُ». ولم يذكر مستندًا.
وذكر ابنُ عطية (٦/ ٢٧٤) القولين، وبيّن أن الآية تحتمل وجهًا ثالثًا، فقال: «ويحتمل أن يريد: ضَعُفَ الطّالِبُ وهو الذباب في استلابه ما على الأصنام، وضعف الأصنام في ألا مَنَعَة لهم».

<<  <  ج: ص:  >  >>