للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الله الذي آتاكم}: يعني: الذي أعطاكم (١). (ز)

٥٣٣١٣ - قال سفيان -من طريق زيد-: أحَبَّ إلَيَّ أن يعطيه الربع، أو أقل منه شيئًا، وليس بواجب، وأن يفعل ذلك حسن (٢). (ز)

٥٣٣١٤ - عن ابن وهب، قال: قال مالك [بن أنس]: سمعتُ بعض أهل العلم يقول: إنّ ذلك أن يُكاتِب الرجلُ غلامَه، ثم يضع عنه مِن آخِر كتابته شيئًا مُسَمًّى. قال مالك: وذلك أحسنُ ما سمعت، وعلى ذلك أهلُ العلمِ وعملُ الناس عندنا (٣) [٤٦٥٨]. (ز)

٥٣٣١٥ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق أصبغ- في قول الله: {وآتوهم من مال الله الذي آتاكم}، قال: الفيء، والصدقات. وقرأ قول الله: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين} حتى بلغ {وفي الرقاب}. فأمرهم الله أن يوفوهم منه، وليس ذلك مِن الكتابة. =

٥٣٣١٦ - قال: وكان أبي يقول: ما لَه ولِلكتابة؟! هو مِن مال اللهِ الذي فرض له فيها نصيبًا (٤) [٤٦٥٩]. (ز)


[٤٦٥٨] علَّق ابنُ عطية (٦/ ٣٨٢) على هذا القول بقوله: «وعِلَّة ذلك: أنّه إذا وُضِع من أول نجم ربما عجز العبد؛ فرجع هو وماله إلى السيد؛ فعادت إليه وضِيعَتُه، وهي شبه الصدقة».
[٤٦٥٩] قوله: {وآتوهم من مال الله الذي آتاكم} اختلف المفسرون فيه على قولين: الأول: معناه: اطرحوا لهم من الكتابة بعضها. ثم اختلفوا في المقدار؛ فقيل: الربع. وقيل: الثلث. وقيل: النصف. وقيل: العشر. وقيل: جزء من الكتابة غير مقدر. والثاني: بل المراد من قوله: {وآتوهم من مال الله الذي آتاكم}: هو النصيب الذي فرض الله لهم من أموال الزكوات.
ورجَّح ابنُ جرير (١٧/ ٢٨٩ بتصرف) مستندًا إلى الدلالة العقلية القولَ الثاني الذي قاله الحسن، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وأبوه، ومقاتل بن حيان، وإبراهيم، وبريدة، فقال: «لأنّ قوله: {وآتوهم من مال الله الذي آتاكم} أمرٌ مِن الله -تعالى ذِكْرُه- بإيتاء المكاتَبين من ماله الذي آتى أهل الأموال، وأمر الله فرض على عباده الانتهاء إليه، ما لم يخبرهم أنّ مراده الندب ... فإذ كان ذلك كذلك، ولم يكن أخبرنا في كتابه ولا على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - أنه ندب؛ ففرض واجب. وإذ كان ذلك كذلك، وكانت الحجة قد قامت أن لا حقَّ لأحدٍ في مال أحد غيره من المسلمين إلا ما أوجبه الله لأهل سُهْمان الصدقة في أموال الأغنياء منهم، وكانت الكتابة التي يقتضيها سيد المكاتب من مكاتبه مالًا من مال سيد المكاتب؛ فيفاد أنّ الحق الذي أوجب الله له على المؤمنين أن يؤتوه من أموالهم هو ما فرض على الأغنياء في أموالهم له من الصدقة المفروضة، إذ كان لا حقَّ في أموالهم لأحد سواها».
وذكر ابنُ كثير (١٠/ ٢٣٠) أنّ القول الأول أشهر.

<<  <  ج: ص:  >  >>