للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على نور} فذلك مَثَل قلبِ المؤمن، نورٌ على نور (١). (١١/ ٥٩ - ٦٠)

٥٣٤٠٤ - عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- {الله نور السموات والأرض} قال: هادي أهل السموات والأرض، {مثل نوره} مثل هُداه في قلب المؤمن، {كمشكاة} يقول: موضع الفتيلة. يقول: كما يكاد الزيت الصافي يُضِيء قبل أن تمسه النار، فإذا مسته النار ازداد ضوءًا على ضوئه؛ كذلك يكون قلب المؤمن، يعمل بالهُدى قبل أن يأتيه العلم، فإذا جاءه العِلْم ازداد هدًى على هُدًى، ونورًا على نور (٢). (١١/ ٦١)

٥٣٤٠٥ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- قال: إنّ اليهود قالوا لمحمد: كيف يخلص نور الله مِن دون السماء؟ فضرب الله مَثَل ذلك لنوره، فقال: {الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة} والمشكاة كوة البيت، {فيها مصباح} وهو السِّراج يكون في الزجاجة، وهو مَثَل ضربه الله لطاعته، فسمى طاعته: نورًا، ثم سمّاها أنواعًا شتّى، {لا شرقية ولا غربية} قال: هي وسط الشجرة، لا تنالها الشمسُ إذا طلعت، ولا إذا غربت، وذلك أجود الزيت، {يكاد زيتها يضيء} يقول: بغير نار، {نور على نور} يعني بذلك: إيمان العبد وعمله، {يهدي الله لنوره من يشاء} هو مَثَل المؤمن (٣). (١١/ ٦٤)

٥٣٤٠٦ - عن عبد الله بن عباس، {الله نور السموات والأرض} قال: الله هادي أهل السموات والأرض، {مثل نوره} يا محمد، في قلبك، كمثل هذا المصباح في هذه المشكاة، فكما هذا المصباح في هذه المشكاة كذلك فؤادُك في قلبك، وشبَّه قلبَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالكوكب الدري الذي لا يخبو، {يوقد من شجرة مباركة زيتونة} تأخذ دينَك عن إبراهيم - عليه السلام -، وهي الزيتونة، {لاشرقية ولا غربية} ليس بنصرانيٍّ فيُصَلِّي نحو المشرق، ولا يهودي فيصلي نحو المغرب، {يكاد زيتها يضيء} فيقول: يكاد محمد ينطق بالحكمة قبل أن يُوحى إليه بالنور الذي جعل اللهُ في قلبه (٤). (١١/ ٦٥)


(١) عزاه السيوطي إلى الفريابي.
(٢) أخرجه ابن جرير ١٧/ ٢٩٥، ٢٩٦، ٢٩٩، ٣٠١، ٣٠٣، وابن أبي حاتم ٨/ ٢٥٩٣ - ٢٥٩٥، والبيهقي في الأسماء والصفات (١٣٦). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.
(٣) أخرجه ابن جرير ١٧/ ٣٠٠، ٣٠٤، ٣١٢، وابن أبي حاتم ٨/ ٢٥٩٦، ٢٥٩٧، ٢٦٠٠، ٢٦٠٣. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(٤) عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.

<<  <  ج: ص:  >  >>