للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٣٨٤٦ - عن أبي العالية الرِّياحِيِّ، قال: كان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابُه بمكة نحوًا مِن عشر سنين، يدعون إلى الله وحده، وعبادته وحده لا شريك له، سِرًّا وهم خائفون، لا يُؤمَرون بالقتال، حتى أُمِروا بالهجرة إلى المدينة، فقَدِموا المدينة، فأمرهم الله بالقتال، وكانوا بها خائفين، يُمْسون في السلاح، ويُصْبِحون في السلاح، فَغَبَروا (١) بذلك ما شاء الله، ثم إنّ رجلًا مِن أصحابه قال: يا رسول الله، أبَدَ الدهر نحن خائفون هكذا! أما يأتي علينا يومٌ نأمن فيه، ونضع فيه السلاح؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لن تغبروا إلا يسيرًا حتى يجلس الرجلُ منكم في الملأ العظيم مُحْتَبِيًا ليست فيهم حديدة». فأنزل الله: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض} إلى آخر الآية، فأظهر الله نبيَّه على جزيرة العرب، فأمِنوا، ووضعوا السلاح، ثمَّ إنّ الله قبض نبيه، فكانوا كذلك آمنين في إمارة أبي بكر وعمر وعثمان، حتى وقعوا فيما وقعوا، وكفروا النِّعمة، فأدخل الله عليهم الخوفَ الذي كان رُفِع عنهم، واتخذوا الحُجَر والشُّرَط، وغيَّروا؛ فغُيِّر ما بهم (٢). (١١/ ٩٨)

٥٣٨٤٧ - عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم}، قال: لَمّا صدَّهم المشركون عن العمرة يومَ الحديبية؛ وعَدَهم اللهُ - عز وجل - أن يُظْهِرَهم (٣). (ز)

٥٣٨٤٨ - قال مقاتل بن سليمان: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات} وذلك أنّ كُفّار مكة صدُّوا المسلمين عن العمرة عامَ الحديبية، فقال المسلمون: لو أنّ الله - عز وجل - فتح علينا مكةَ ودخلناها آمنين. فسمع الله - عز وجل - قولهم؛ فأنزل الله -تبارك وتعالى-: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض} (٤). (ز)

٥٣٨٤٩ - قال مقاتل: لَمّا رجع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مِن الحديبيّة حزِن أصحابُه، فأطعمهم الله نخلَ خيبر، ووعدهم أن يدخلوا العامَ المقبل مكة آمنين، وأنزل هذه الآية (٥). (ز)

٥٣٨٥٠ - عن مقاتل بن حيّان -من طريق بُكَيْر بن معروف- قوله: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات}: قال بعض المؤمنين: متى يفتح الله على نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - مكة،


(١) غبروا: بقوا ومكثوا. النهاية (غبر).
(٢) أخرجه ابن جرير ١٧/ ٣٤٨، وابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٢٩ (١٤٧٧٢)، واللفظ له. وأورده الثعلبي ٧/ ١١٥.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٢٧.
(٤) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٢٠٦.
(٥) تفسير الثعلبي ٧/ ١١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>