للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أن تستأذن عَلَيَّ (١). (١١/ ١٠٣)

٥٣٩٤٩ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء- قال: ترك الناسُ ثلاث آيات فلم يعملوا بهن: {يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم}، والآية التي في سورة النساء [٨]: {واذا حضر القسمة}، والآية التي في الحجرات [١٣]: {ان أكرمكم عند الله أتقاكم} (٢) [٤٦٩٤]. (١١/ ١٠٣)

٥٣٩٥٠ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة-: أنّ رجلين سألاه عنِ الاستئذان في الثلاث عورات التي أمر الله بها في القرآن، فقال: إنّ الله سِتِّير يُحِبُّ السِّتر، وكان الناس ليس لهم ستور على أبوابهم، ولا حِجال (٣) في بيوتهم، فرُبَّما فاجأ الرجلَ خادمُه، أو ولدُه، أو يتيمُه في حِجْره وهو على أهله، فأمرهم الله أن يستأذنوا في تلك العورات التي سمّى الله، ثم جاء الله بعدُ بالستور، وبسط عليهم في الرِّزق، فاتخذوا الستور، واتخذوا الحجال، فرأى الناسُ أنّ ذلك قد كفاهم مِن الاستئذان الذي أُمِروا به (٤) [٤٦٩٥]. (١١/ ١٠٤)


[٤٦٩٤] علَّق ابنُ عطية (٦/ ٤٠٧) على قول ابن عباس بقوله: «وهذه العبارة بـ» ترك الناس «إغلاظٌ وزجرٌ، إذ لم تُلْتَزَم حقَّ الالتزام، وإلا فما قال الله تعالى هو المعتَقد في ذلك عند العلماء، المكتوب في تواليفهم، أعني: أنّ الكرم التقوى، وأما أمْر الاستئذان فإنّ تغيير المباني والحُجُب أغنتْ عن كثيرٍ من الاستئذان، وصيَّرته على حدٍّ آخر، وأين أبواب المنازل اليوم من مواضع النوم؟».
[٤٦٩٥] علَّق ابنُ عطية (٦/ ٤٠٧) على قول ابن عباس بقوله: «فهي الآن واجبةٌ في كثير مِن مساكن المسلمين في البوادي والصحاري ونحوها».
وذكر ابنُ كثير (١٠/ ٢٧١) هذا الأثر من رواية ابن أبي حاتم بسنده عن الربيع بن سليمان، عن ابن وهب، عن سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عكرمة، عن ابن عباس موقوفًا، ثم علَّق عليه بقوله: «وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس».

<<  <  ج: ص:  >  >>