الكفر، وما نسبه إلى الإسلام فإنما يعني به: الذنب. قال:{ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا}، يقول: ومَن يكفر منكم. قال:{واعتدنا للظالمين}[الفرقان: ٣٧]، يقول: للكافرين (١). (ز)
٥٤٥٣٢ - عن الحسن البصري -من طريق مَعْمَر- في قوله:{ومن يظلم منكم}، قال: هو الشِّرْك (٢)[٤٧١٧]. (١١/ ١٤٩)
٥٤٥٣٣ - عن وهب بن مُنَبِّه -من طريق عبد الصمد- قال: قرأتُ اثنين وسبعين كتابًا كلها نزلت من السماء، ما سمعتُ كتابًا أكثر تكريرًا فيه الظُّلم ومعاتبة عليه من القرآن؛ وذلك لأنّ الله علم أن فتنة هذه الأمة تكون في الظلم. وأما الأُخَرُ فإنّ أكثر معاتبته إيّاهم في الشرك وعبادة الأوثان. وإنه ذكر معاتبة هذه الأمة بالظلم، فقال:{ومن يظلم منكم نذقه عذابًا كبيرًا}، و {أن لعنة الله على الظالمين}[الأعراف: ٤٤]، ونزع بأشباه هذا من القرآن (٣). (١١/ ١٤٩)
٥٤٥٣٤ - عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حجاج- في قوله:{ومن يظلم منكم}، قال: يُشْرِك (٤). (١١/ ١٤٩)
٥٤٥٣٥ - قال مقاتل بن سليمان:{ومن يظلم منكم} يعني: يُشْرِك بالله في الدنيا، فيموت على الشرك؛ {نذقه} في الآخرة {عذابا كبيرا} يعني: شديدًا. وكقوله في بنى إسرائيل:{ولتعلن علوا كبيرا}[الإسراء: ٤]، يعني: شديدًا (٥). (ز)
٥٤٥٣٦ - قال يحيى بن سلَّام: قوله: {ومن يظلم منكم} مَن يشرك منكم؛ {نذقه} نعذبه {عذابا كبيرا}. كقوله: {إلا من تولى وكفر (٢٣) فيعذبه الله العذاب الأكبر} [الغاشية: ٢٣ - ٢٤](٦). (ز)
[٤٧١٧] ذكر ابنُ عطية (٦/ ٤٢٧) قول الحسن وابن جريج، ثم ذكر احتمالًا آخر، فقال: «وقد يحتمل أن يعم غيره من المعاصي. وفي حرف أبيّ: (ومَن يَكْذِبْ مِنكُمْ نُذِقْهُ عَذابًا ألِيمًا)».