للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٤٥٩٢ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {ويقولون حجرا محجورا}، قال: تقول الملائكة: حرامًا مُحَرَّمًا على الكُفّار البشرى يوم القيامة (١). (١١/ ١٥٣)

٥٤٥٩٣ - عن عطاء الخراساني =

٥٤٥٩٤ - وخُصَيْف بن عبد الرحمن: أنّه حرامًا مُحَرَّمًا (٢). (ز)

٥٤٥٩٥ - عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجّاج- {يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا}، قال: كانت العربُ إذا كرِهوا شيئًا قالوا: حِجرًا. فقالوا حين عاينوا الملائكة ... (٣). (ز)

٥٤٥٩٦ - قال مقاتل بن سليمان: قوله: {ويقولون} يعني: الحفظة مِن الملائكة للكُفّار: {حجرا محجورا} يعني: حرامًا مُحَرَّمًا عليكم -أيها المجرمون- البشارة كما بُشِّر المؤمنون (٤). (ز)

٥٤٥٩٧ - قال يحيى بن سلّام: ثم قال: {لا بشرى يومئذ للمجرمين} للمشركين، لا بشرى لهم يومئذٍ بالجنة. وذلك أنّ المؤمنين تُبَشِّرهم الملائكةُ عند الموت بالجنة، قال: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة} عند الموت {ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون} [فصلت: ٣٠] (٥) [٤٧٢١]. (ز)


[٤٧٢١] اختُلِف في المخبر عنهم بقوله: {ويَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا}، ومَن قائلوه؟ فقال بعضهم: قائلو ذلك الملائكة للمجرمين. وقال آخرون: ذلك قول المشركين إذا عاينوا الملائكة، ومعناه الاستعاذة من الملائكة.
ورجَّح ابنُ جرير (١٧/ ٤٣٠) مستندًا إلى اللغة والعقل القولَ الأول، وانتقد الثانيَ الذي قاله ابنُ جريج، ومجاهد من طريق ابن جريج، فقال: «وإنّما اخترنا القولَ الذي اخترنا في تأويل ذلك مِن أجل أنّ الحِجْر هو الحرام، فمعلومٌ أنّ الملائكة هي التي تخبر أهل الكفر أنّ البُشرى عليهم حرام. وأما الاستعاذة فإنها الاستجارة، وليست بتحريم، ومعلومٌ أنّ الكفار لا يقولون للملائكة: حرام عليكم. فيُوَجَّه الكلام إلى أنّ ذلك خبر عن قِيل المجرمين للملائكة».
وانتقد ابنُ كثير (١٠/ ٢٩٥ - ٢٩٦) القولَ الثاني مستندًا للسياق، وقول الجمهور، فقال: «وهذا القول -وإن كان له مأخذ ووجه- ولكنه بالنسبة إلى السياق في الآية بعيد، لا سيما قد نص الجمهور على خلافه». ثم علق على الروايات المختلفة عن مجاهد بقوله: «ولكن قد روى ابنُ أبي نَجِيح عن مجاهد أنه قال في قوله: {حِجْرًا مَحْجُورًا}: أي: عوذًا معاذًا. فيحتمل أنه أراد ما ذكره ابن جريج. ولكن في رواية ابن أبي حاتم عن ابن أبي نَجِيح عن مجاهد أنه قال: {حِجْرًا مَحْجُورًا}، أي: عوذًا معاذًا، الملائكة تقُوله. فالله أعلم».
وساق ابنُ عطية (٦/ ٤٣٠) القول الثاني، ثم قال: «ويحتمل أن يكون المعنى: ويقولون: حرام محرم علينا العفو».

<<  <  ج: ص:  >  >>