للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الرماد (١). (١١/ ١٥٧)

٥٤٦٢٦ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- {هباءً منثورًا}، قال: هو ما تذروه الرياح مِن حُطام هذا الشجر (٢). (١١/ ١٥٦)

٥٤٦٢٧ - قال مقاتل بن سليمان: {فجعلناه هباء منثورا}، يعني: كالغبار الذي يسطع مِن حَوافر الدواب (٣). (ز)

٥٤٦٢٨ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {هباء منثورا}، قال: الهباء: الغُبار (٤). (ز)

٥٤٦٢٩ - قال يحيى بن سلّام: {فجعلناه} في الآخرة {هباء منثورا} وهو الذي يتناثر مِن الغُبار الذي يكون مِن أثر حوافر الدوابِّ إذا سارت. والآية الأخرى: {فكانت هباء منبثا} [الواقعة: ٦]، وهو الذي يدخل البيت مِن الكوة مِن شعاع الشمس (٥) [٤٧٢٢]. (ز)


[٤٧٢٢] اختُلِف في الهباء المنثور؛ فقال قوم: هو ما رأيتَه يتطاير في الشمس التي تدخل من الكوَّة مثل الغبار. وقال آخرون: الماء المُهراق. وقال غيرهم: ما تنسفه الرياح وتذريه من التراب وحطام الشجر. وقال غيرهم: الشَّرر الذي يطير من النار إذا أُضرمت. وقال آخرون: ما يسطع من حوافر الدَّواب.
ورجَّح ابنُ عطية (٦/ ٤٣١) مستندًا إلى اللغة القولَ الأول الذي قاله عليّ، وابن عباس، والضحاك، وسعيد بن جبير، والحسن، ومجاهد، وعكرمة، وأبي مالك، وعامر، فقال: «والأول أصحُّ، والعرب تقول: هبات الغبار والتراب ونحوه: إذا بثته».
وذكر ابنُ كثير (١٠/ ٢٩٧) الأقوال، ثم علَّق بقوله: «وحاصل هذه الأقوال التنبيهُ على مضمون الآية، وذلك أنهم عملوا أعمالًا اعتقدوا أنها شيء، فلما عُرِضت على الملك الحكيم العدل الذي لا يجور ولا يظلم أحدًا إذا إنها لا شيء بالكلية. وشبهت في ذلك بالشيء التافه الحقير المتفرق، الذي لا يقدر منه صاحبه على شيء بالكلية، كما قال الله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ} [إبراهيم: ١٨]».

<<  <  ج: ص:  >  >>