٥٤٦٤٧ - عن قتادة بن دعامة، في قوله:{أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا}: أي: مَأْوًى ومنزلًا. قال قتادة: حدَّث صفوان بن محرز، قال: إنّه لَيُجاء يوم القيامة برجلين، كان أحدُهما ملِكًا في الدنيا فيُحاسب، فإذا عبد لم يعمل خيرًا، فيؤمر به إلى النار. والآخر كان صاحب كساء في الدنيا فيحاسب، فيقول: يا رب، ما أعطيتني مِن شيء فتحاسبني به. فيقول: صدق عبدي، فأرسلوه. فيؤمر به إلى الجنة، ثم يُتركانِ ما شاء الله، ثم يدعى صاحب النار، فإذا هو مثل الحممة السوداء، فيقال له: كيف وجدت مقيلك؟ فيقول: شر مقيل. فيقال له: عُدْ. ثم يدعى صاحب الجنة، فإذا هو مثل القمر ليلة البدر، فيقال له: كيف وجدت مقيلَك؟ فيقول: ربِّ، خير مقيل. فيقال: عُدْ (١). (١١/ ١٦٠)
٥٤٦٤٨ - قال مقاتل بن سليمان:{وأحسن مقيلا}، يعني: القائلة، وذلك أنّه يخفف عنهم الحساب، ثم يقيلون من يومهم ذلك في الجنة مقدارَ نصف يوم من أيام الدنيا فيما يشتهون مِن التُّحَف (٢) والكرامة، فذلك قوله تعالى:{وأحسن مقيلا} مِن مقيل الكفار، وذلك أنّه إذا فرغ مِن عرض الكفار أُخْرِجَ لهم عُنق مِن النار يحيط بهم، فذلك قوله في الكهف [٢٩]: {أحاط بهم سرادقها}، ثم خرج من النار دخان ظل أسود، فيتفرق عليهم مِن فوقهم ثلاث فرق، وهم في السرادق، فينطلقون يستظِلُّون تحتها مِمّا أصابهم مِن حَرِّ السرادق، فيأخذهم الغَثَيان والشِّدَّة مِن حرِّه، وهو أخفُّ العذاب، فيقِيلون فيها لا مقيل راحة، فذلك مقيل أهل النار، ثم يدخلون النار أفواجًا أفواجًا (٣). (ز)
٥٤٦٤٩ - عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجاج- {أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا}، قال: لم ينتصف النهارُ حتى يقضي الله بينهم، فيقيل أهلُ الجنة في الجنة، وأهلُ النار في النار. قال: وفي قراءة ابن مسعود: (ثُمَّ إنَّ مَقِيلَهُمْ لَإلى الجَحِيمِ)(٤)[٤٧٢٣]. (ز)
[٤٧٢٣] ذكر ابنُ عطية (٦/ ٤٣٢) هذا القول، ثم علَّق بقوله: «ويحتمل أن اللفظة إنما تضمنت تفضيل الجنة جملة وحسن هوائها، فالعرب تفضل البلاد بحسن المقيل؛ لأن وقت القائلة يبدو فساد هواء البلاد، فإذا كان بلد في وقت فساد الهواء حسنًا جاز الفضل».