للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٧٦٣ - عن عبد خير، قال: غزونا مع سلمان بن ربيعة الباهلي بَلَنجَر (١)، فحاصرنا أهلها، ففتحنا المدينة، وأصبنا سَبايا، واشترى عبد الله بن سلام يهودية بسبع مائة درهم، فلما مَرَّ برأس الجالوت نزل به، فقال له عبد الله: يا رأس الجالوت، هل لكم في عجوز هاهنا من أهل دينك تشتريها مني؟ قال: نعم. قال: أخذتها بسبع مائة درهم. قال: فإني أُرْبِحك سبع مائة أخرى. قال: فإني قد حلفت أن لا أنقُصُها من أربعة آلاف. قال: لا حاجة لي فيها. قال: والله لتشترينها مني، أو لتكفرن بدينك الذي أنت عليه. قال: ادْنُ مني. فدنا منه، فقرأ في أذنه التي في التوراة: إنك لا تجد مملوكًا في بني إسرائيل إلا اشتريته فأعتقته: {وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم}. قال: أنت عبد الله بن سلام؟ قال: نعم. قال: فجاء بأربعة، فأخذ عبد الله ألفي درهم، ورد عليه ألفين (٢). (ز)

٢٧٦٤ - عن عبد الله بن عباس -من طريق محمد بن إسحاق بسنده- في قوله: {أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض}، أي: تُفادونه بحكم التوراة وتقتلونه -وفي حكم التوراة: أن لا يقتل، ولا يخرج من داره، ولا يظاهر عليه من يشرك بالله ويعبد الأوثان من دونه- ابتغاء عَرَض من عَرَض الدنيا (٣). (١/ ٤٥٦)

٢٧٦٥ - عن أبي العالية -من طريق الربيع بن أنس- قال: كان في بني إسرائيل إذا استضعفوا قومًا أخرجوهم من ديارهم، وقد أخذ عليهم الميثاق أن لا يسفكوا دماءهم، ولا يخرجوا أنفسهم من ديارهم، وأخذ عليهم الميثاق: إن أسر بعضهم أن يفادوهم. فأخرجوهم من ديارهم، ثم فادوهم، فآمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض؛ آمنوا بالفداء ففَدَوْا، وكفروا بالإخراج من الديار فأخرجوا (٤). (ز)

٢٧٦٦ - عن الحسن البصري: نكثوا، فقتل بعضهم بعضًا، وأخرج بعضهم بعضًا، وكان الفداء مفروضًا عليهم أيضًا، فاختلفت أحكامهم، فقال الله تعالى: {أفتؤمنون ببعض الكتاب} يعني: الفداء {وتكفرون ببعض} يعني: القتل، والإخراج من


(١) بَلَنجَر -بفتحتين، وسكون النون، وجيم مفتوحة- مدينة ببلاد الخزَر. معجم البلدان (١/ ٤٨٩).
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم ١/ ١٦٥، كما أخرج نحوه ابن أبي شيبة في مصنفه (ت: محمد عوامة) ١٨/ ٢٩٢ - ٢٩٣ (٣٤٤٨٨) من طريق عبد خير، عن الربيع بن خثيم، عن عبد الله بن سلام.
(٣) أخرجه ابن إسحاق -كما جاء في سيرة ابن هشام ١/ ٥٤٠ - ، وابن جرير ٢/ ٢٠٧ - ٢٠٨، وابن أبي حاتم مختصرًا ١/ ١٦٦.
(٤) أخرجه ابن جرير ٢/ ٢١١، وابن أبي حاتم ١/ ١٦٥ - ١٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>