٥٥٤١٠ - عن القاسم بن أبي بزة، أنّه سأل سعيد بن جبير: هل لِمَن قتل مؤمنًا متعمدًا مِن توبةٍ؟ فقرأت عليه:{ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق}. فقال سعيد: قرأتُها على ابن عباس كما قرأتَها عليَّ، فقال: هذه مكية، نسختها آية مدنيةٌ، التي في سورة النساء (٢). (١١/ ٢١٣)
٥٥٤١١ - عن شهر بن حوشب: أنّه سمع عبد الله بن عباس يقول: نزلت هذه الآية: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم}[النساء: ٩٣] بعد قوله: {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا} بسنة (٣). (ز)
٥٥٤١٢ - عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق ابن جريج- قال: هذه السورة بينها وبين النساء [٩٣]: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا} ثمان حِجَج (٤). (ز)
٥٥٤١٣ - عن عبيد، قال: سمعتُ الضحاك بن مزاحم يقول في قوله: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر}: وهذه الآية مكية، نزلت بمكة، {ومن يفعل ذلك} يعني: الشرك والقتل والزِّنا جميعًا. لما أنزل الله هذه الآية قال المشركون مِن أهل مكة: يزعم محمد أنّ مَن أشرك وقتل وزَنى فله النار، وليس له عند الله خير. فأنزل الله:{إلا من تاب} مِن المشركين من أهل مكة، {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} يقول: يبدل الله مكانَ الشرك والقتل والزنا؛ الإيمانَ بالله والدخول في الإسلام، وهو التبديل في الدنيا. وأنزل الله في ذلك:{يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم} يعني: هم بذلك، {لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا}[الزمر: ٥٣] يعني: ما كان في الشرك، يقول الله لهم:{وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له}[الزمر: ٥٤]، يدعوهم إلى الإسلام، فهاتان الآيتان مكيتان، والتي في النساء [٩٣]: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا} الآية، هذه مدنية، نزلت بالمدينة، وبينها وبين التي نزلت في الفرقان ثماني سنين، وهي مُبْهَمة ليس منها مخرج (٥)[٤٧٦٦]. (ز)
[٤٧٦٦] قال ابنُ كثير (١٠/ ٣٢٦ بتصرف): «وقوله: {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا} فيه دلالة على صِحَّة توبة القاتل، ولا تعارض بين هذه وبين آية النساء [٩٣]: {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما}، فإنّ هذه وإن كانت مدنية إلا أنّها مُطلَقة، فتحمل على مَن لم يتُب؛ لأنّ هذه مقيدة بالتوبة، ثم قد قال الله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} [النساء: ٤٨، ١١٦]. وقد ثبتت السنة الصحيحة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصحة توبة القاتل، كما ذكر مُقَرَّرًا مِن قصة الذي قتل مائة رجل ثم تاب، وقُبِل منه، وغير ذلك من الأحاديث».