للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الملائكة (١). (ز)

٢٨٠٨ - عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- {وأيدناه بروح القدس}، قال: أُيِّد عيسى بجبريل، وهو روح القدس (٢). (ز)

٢٨٠٩ - عن إسماعيل بن أبي خالد -من طريق إبراهيم بن حميد- في قوله: {وأيدناه بروح القدس}، قال: أعانه جبريل (٣). (١/ ٤٥٩)

٢٨١٠ - قال مقاتل بن سليمان: ثم قال سبحانه: {وأيدناه بروح القدس}، يقول: وقَوَّيْنا عيسى بجبريل?. فقالت اليهود عند ذلك: فجئنا يا محمد بمثل ما جاء به موسى من الآيات كما تزعم (٤). (ز)

٢٨١١ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: {وأيدناه بروح القدس}، قال: أيَّد الله عيسى بالإنجيل روحًا، كما جعل القرآن روحًا لله، كلاهما روح الله، كما قال الله: {وكَذَلِكَ أوْحَيْنا إلَيْكَ رُوحًا مِن أمْرِنا} [الشورى: ٥٢] (٥). [٣٥٤] (ز)


[٣٥٤] رجَّح ابنُ جرير (٢/ ٢٢٣ - ٢٢٤)، وابنُ عطية (١/ ٢٧٨)، وابنُ تيمية (١/ ٢٦٥ - ٢٦٧)، وابنُ كثير (١/ ٤٧٩ - ٤٨١)، استنادًا إلى السنة، والدلالة العقلية: أن المراد بروح القدس: جبريل.
وانتقد ابنُ جرير القول بكونه الإنجيل، وعلَّل ذلك بقوله: «وأولى التأويلات في ذلك بالصواب قول من قال: الروح في هذا الموضع جبريل؛ لأن الله -جل ثناؤه- أخبر أنه أيد عيسى به، كما أخبر في قوله: {إذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وعَلى والِدَتِكَ إذْ أيَّدْتُكَ بِرُوحِ القُدُسِ تُكَلِّمُ النّاسَ فِي المَهْدِ وكَهْلا وإذْ عَلَّمْتُكَ الكِتابَ والحِكْمَةَ والتَّوْراةَ والإنْجِيلَ} [المائدة: ١١٠]، فلو كان الروح الذي أيده الله به هو الإنجيل لكان قوله: {إذ أيدتك بروح القدس}، و {إذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل} تكريرُ قول لا معنى له، وذلك أنه على تأويل قول من قال: معنى {إذ أيدتك بروح القدس} إنما هو: إذ أيدتك بالإنجيل - وإذ علمتك الإنجيل. وهو لا يكون به مُؤَيَّدًا إلا وهو مُعَلَّمُه، فذلك تكرير كلام واحد، من غير زيادة معنى في أحدهما على الآخر».وأيَّده ابنُ عطية بقوله: «وهذا أصح الأقوال، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لحسان بن ثابت: «اهج قريشًا وروح القدس معك». ومرة قال له: «وجبريل معك»».
وذكر ابن تيمية هذا القول، وأيده بقوله: «ودليل هذا قوله تعالى: {وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون. قل نزله روح القدس من ربك بالحق} [النحل: ١٠١ - ١٠٢]». وفي سياق آخر قال: «فروح القدس الذي نزل بالقرآن من الله هو الروح الأمين، وهو جبريل، وثبت في الصحيح عن أبي هريرة أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لحسان بن ثابت: «أجب عني، اللهم أيده بروح القدس». وفي صحيح مسلم: «إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله». وفي الصحيحين: «اهجهم أو هاجهم وجبريل معك»».
ورجَّحه ابنُ كثير ذاكرًا ما تقدم من أدلة، ثم زاد استدلالًا لذلك بقوله: «عن شَهْر بن حَوْشَب الأشعري: أن نفرًا من اليهود سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: أخبرنا عن الروح. فقال: «أنشدكم بالله وبأيامه عند بني إسرائيل، هل تعلمون أنه جبريل؟ وهو الذي يأتيني؟» قالوا: نعم ... وفي صحيح ابن حبان أظنه عن ابن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن روح القدس نفخ في روعي ... »».

<<  <  ج: ص:  >  >>