للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٥٤٦٧ - قال مقاتل بن سليمان: {والذين إذا ذكروا بآيات ربهم} يعني: والذين إذا وُعِظوا بآيات القرآن؛ {لم يخروا عليها صما وعميانا} يقول: لم يَقِفوا عليها صُمًّا لم يسمعوها، ولا عميانًا لم يُبصِروها، كفعل مشركي مكة، ولكنهم سمعوا، وأبصروا، وانتفعوا به (١). (ز)

٥٥٤٦٨ - قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق أصبغ- في قوله: {والذين إذا ذكروا بآيات ربهم} قال: هؤلاء المهاجرون، {لم يخروا عليها صما وعميانا} قال: هذا مَثَلٌ ضربه الله لهم، لم يدعوها إلى غيرها. وقرأ قولَ الله: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم} الآية [الأنفال: ٢] (٢). (ز)

٥٥٤٦٩ - قال يحيى بن سلّام: {والذين إذا ذكروا بآيات ربهم} القرآن؛ {لم يخروا عليها صما وعميانا} لم يصموا عنها، ولم يعموا عنها (٣) [٤٧٧١]. (ز)


[٤٧٧١] ذكر ابنُ عطية (٦/ ٤٦٣) أن قوله: {لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وعُمْيانًا} يحتمل تأويلين: الأول: أن يكون المعنى: لم يكن خرورهم بهذه الصفة، بل يكون سجدًا وبكيًّا. ثم وجّهه بقوله: «وهذا كما تقول: لم يخرج زيد للحرب جزعًا. أي: إنما خرج جريئًا مقدمًا». الثاني: هو أن يخروا صمًّا وعميانًا هي صفة للكافر، وهي عبارة عن إعراضهم وجهدهم في ذلك. ثم علّق عليه بقوله: «وكان المستمع للذكر قائم القناة قويم الأمر؛ فإذا أعرض وضلَّ كان ذلك خرورًا، وهو السقوط على غير نظام ولا ترتيب، وإن كان قد شبه به الذي يخر ساجدًا، ولكن أصله أنه على غير ترتيب».
وقال ابنُ جرير (١٧/ ٥٢٨) موجّهًا معنى الآية: «فإن قال قائل: وما معنى قوله: {يخروا عليها صما وعميانا}؟ أوَيَخِرُّ الكافرون صمًّا وعميانًا إذا ذُكِّروا بآيات الله، فينفي عن هؤلاء ما هو صفة للكفار؟! قيل: نعم، الكافر إذا تُلِيَت عليه آيات الله خرَّ عليها أصم وأعمى، وخره عليها كذلك إقامته على الكفر، وذلك نظير قول العرب: سببت فلانًا فقام يبكي. بمعنى: فظلَّ يبكي، ولا قيام هنالك، ولعله أن يكون بكى قاعدًا، وكما يقال: نهيت فلانًا عن كذا، فقعد يشتمني. ومعنى ذلك: فجعل يشتمني، وظل يشتمني، ولا قعود هنالك، ولكن ذلك قد جرى على ألسن العرب، حتى قد فهموا معناه».

<<  <  ج: ص:  >  >>