بما صبروا}، قال: «الغرفة مِن ياقوتة حمراء، أو زبرجدةٍ خضراء، أو دُرَّةٍ بيضاء، ليس فيها فَصْمٌ (١)، ولا وصْمٌ (٢)» (٣). (١١/ ٢٣٢)
٥٥٥٠٦ - عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- في قوله:{أولئك}: يعني: الذين في هؤلاء الآيات {يجزون} يعني: في الآخرة {الغرفة} الجنة {بما صبروا} على أمر ربهم (٤). (١١/ ٢٣٣)
٥٥٥٠٧ - عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جويبر- في قوله:{أولئك يجزون الغرفة}، قال: الجنة (٥). (١١/ ٢٣٢)
٥٥٥٠٨ - عن إسماعيل السُّدِّيّ، مثل ذلك (٦). (ز)
٥٥٥٠٩ - عن أبي جعفر الباقر -من طريق أبي حمزة الثمالي- في قوله:{أولئك يجزون الغرفة} قال: الغرفة: الجنة، {بما صبروا} على الفقر في دار الدنيا (٧)[٤٧٧٥]. (١١/ ٢٣٢)
[٤٧٧٥] ذكر ابنُ القيم هذا القول، ثم رجّح -مستندًا لدلالة العقل- أنّ الصبر عامٌّ على طاعة الله وعن معصيته، فقال: «أما الاية فالصبر فيها يتناول صبر الشاكر على طاعته، وصبره عن مصيبته، وصبر المبتلى بالفقر وغيره على بلائه، ولو كان المراد بها الصبر على الفقر وحده لم يدل رجحانه على الشكر؛ فإنّ القرآن كما دل على جزاء الصابرين دل على جزاء الشاكرين أيضًا، كما قال تعالى: {وسنجزى الشاكرين} [آل عمران: ١٤٥]، {وسيجزى الله الشاكرين} [آل عمران: ١٤٤]، بل قد أخبر أنّ رِضاه في الشكرِ، ورضاهُ أكبر مِن جزائه بالجنات وما فيها، وإذا جزى الله الصابرين الغرفة بما صبروا لم يدلَّ ذلك على أنّه لا يجزى الشاكرين الغرفة بما شكروا».