٥٥٦٤٨ - عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- في قول الله:{الرحيم}: يعني: رحيمًا بهم بعد التوبة (٢). (ز)
٥٥٦٤٩ - عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجّاج- قال: كل شيءٍ في «الشعراء» من قوله: «عزيزٌ رحيم» فهو ما أهلك مِمَّن مضى مِن الأمم. يقول: عزيزٌ حين انتقم مِن أعدائه، رحيمٌ بالمؤمنين حين أنجاهم مِمّا أهلك به أعداءَه (٣)[٤٧٨٤]. (١١/ ٢٣٩)
٥٥٦٥٠ - قال مقاتل بن سليمان:{وإن ربك لهو العزيز} في نقمته منهم ببدر، {الرحيم} حين لا يعجل عليهم بالعقوبة إلى الوقت (٤). (ز)
٥٥٦٥١ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- {العزيز}، قال: العزيز في نصرته مِمَّن كفر به إذا شاء (٥). (ز)
٥٥٦٥٢ - قال يحيى بن سلّام: قوله - عز وجل -: {وإن ربك لهو العزيز} في نقمته، {الرحيم} بخلقه، فأمّا المؤمن فتَتِمُّ عليه الرحمة في الآخرة، وأمّا الكافر فهو ما أعطاه في الدنيا، فليس له إلا رحمة الدنيا، وهي زائلة عنه، وليس له في الآخرة نصيب (٦). (ز)
[٤٧٨٤] بيّن ابنُ جرير (١٧/ ٥٥١) أن تفسير ابن جريج للـ {العزيز الرحيم} غير متحقق في هذا الموطن، ومتحققٌ في بقية مواطن السورة، وعلّق على تفسيره بقوله: «ولعلَّ ابن جريج بقوله هذا أراد ما كان مِن ذلك عقيب خبر الله عن إهلاكه مَن أهلك مِن الأمم، وذلك إن شاء الله إذا كان عقيب خبرهم كذلك». ورجّح مستندًا إلى السياق ومنتقدًا قول ابن جريج أنّ معنى الآية: «إنّ ربك -يا محمد- لهو العزيز في نقمته، لا يمتنع عليه أحدٌ أراد الانتقام منه. {الرحيم} يعني: أنه ذو الرحمة بِمَن تاب مِن خلقه مِن كفره ومعصيته، أن يعاقبه على ما سلف من جرمه بعد توبته. وإنما اخترنا القول الذي اخترناه في ذلك في هذا الموضع لأنّ قوله: {وإن ربك لهو العزيز الرحيم} عقيب وعيد الله قومًا مِن أهل الشرك والتكذيب بالبعث لم يكونوا أهلكوا، فيوجه إلى أنه خبر مِن الله عن فعله بهم وإهلاكه».