وذكر ابنُ عطية (٦/ ٥٠٠) أنّ القول الأول مأخوذ من السِّحر، أي: قد سُحرت؛ فأنت لذلك مخبول، لا تنطق بقويم. والثاني مأخوذ من السَّحر، وهي الرئة. ورجَّح ابنُ جرير (١٧/ ٦٢٥ - ٦٢٦) مستندًا إلى اللغة القولَ الثاني الذي قاله ابن عباس، فقال: «والصواب من القول في ذلك عندي القول الذي ذكرته عن ابن عباس، أنّ معناه: إنما أنت من المخلوقين الذين يُعَلَّلون بالطعام والشراب مثلنا، ولست ربًّا ولا ملَكًا فنطيعك، ونعلم أنّك صادق فيما تقول. والمسحَّر: المفعَّل من السحرة، وهو الذي له سحْرَة». ورجَّح ابنُ عطية (٦/ ٥٠٠) مستندًا إلى السياق القول الثاني، فقال: «وقيل: السَّحر: قصبة الرئة وما يتعلق بها من كبد وغيره، أي: أنت ابن آدم، لا يصح أن تكون رسولًا عن الله. وما بعده في الآية يُقَوِّي هذا التأويل». ورجَّح ابنُ كثير (١٠/ ٣٦٤) القول الأول، فقال: «والأظهر في هذا قول مجاهد وقتادة: أنهم يقولون: إنما أنت في قولك هذا مسحور لا عقل لك». ولم يذكر مستندًا.