للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَمّا نزلت: {والشعراء} الآية؛ جاء عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وحسّان بن ثابت وهم يبكون، فقالوا: يا رسول الله، لقد أنزل الله هذه الآية وهو يعلم أنّا شعراء؛ هلكنا! فأنزل الله: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات}، فدعاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتلاها عليهم (١). (١١/ ٣٢٠)

٥٦٧٥٠ - عن عروة بن الزبير -من طريق محمد عن ابنه هشام- قال: لَمّا نزلت: {والشعراء} إلى قوله: {ما لا يفعلون}؛ قال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله، قد علِم الله أنِّي منهم. فأنزل الله: {إلا الذين آمنوا} إلى قوله: {ينقلبون} (٢). (١١/ ٣٢٠)

٥٦٧٥١ - عن عطاء بن يسار -من طريق محمد بن إسحاق- قال: نزلت {والشعراء يتبعهم الغاوون} إلى آخر السورة في حسّان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك (٣). (ز)

٥٦٧٥٢ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات}، قال: نزلت هذه الآية في رَهْطٍ مِن الأنصار، هاجوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ منهم كعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة، وحسّان بن ثابت (٤). (١١/ ٣٢٤)

٥٦٧٥٣ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات}، قال: نزلت في عبد الله بن رواحة، وفي شعراء الأنصار (٥). (١١/ ٣٢٥)

٥٦٧٥٤ - عن خُصَيف بن عبد الرحمن أو غيره -من طريق الثوري- في قوله: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا}، قال: نزلت في عبد الله بن رواحة، ونُصْرَتِه النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بلسانه (٦) [٤٨٣٣]. (ز)


[٤٨٣٣] انتقد ابنُ كثير (١٠/ ٣٨٧) مستندًا إلى أحوال النزول، وعدم الدليل النقلي الثابت، بأن يكون سبب نزول هذه الآية في شعراء الأنصار؛ فقال بعد أن ذكر رواية أبي الحسن، وعروة في نزول الآية، وحكى عن ابن عباس، وعكرمة، ومجاهد، وقتادة، وزيد بن أسلم قولهم: إنّ هذا استثناء مما تقدم: «ولا شك أنه استثناء، ولكن هذه السورة مكية، فكيف يكون سبب نزول هذه الآية في شعراء الأنصار؟! في ذلك نظر، ولم يتقدم إلا مرسلات لا يعتمد عليها». ولكنه رجَّح عموم معنى الاستثناء في الآية لهم ولغيرهم، فقال: «ولكن هذا الاستثناء يدخل فيه شعراء الأنصار وغيرهم، حتى يدخل فيه مَن كان مُتَلَبِّسًا مِن شعراء الجاهلية بذمِّ الإسلام وأهله، ثم تاب وأناب، ورجع وأقلع، وعمل صالحًا، وذكر الله كثيرًا في مقابلة ما تقدم من الكلام السَّيئ، فإنّ الحسنات يذهبن السيئات، وامتدح الإسلام وأهله في مقابلة ما كذب بذمه».

<<  <  ج: ص:  >  >>