للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سليمان. قال الله تعالى: {وورث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير} الآية (١). (ز)

٥٦٩٧٧ - عن قتادة بن دعامة -من طريق شيبان- في قوله: {وورث سليمان داود}، قال: ورثه نبوتَه، ومُلكه، وعِلمه (٢).

(١١/ ٣٤٠)

٥٦٩٧٨ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله تعالى: {وورث سليمان داود}، قال: نبوته (٣). (ز)

٥٦٩٧٩ - عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: {وورث سليمان داود}، قال: ورثه أن سخَّر له الشياطين والرياح إلى ما ورث مما أُعطِي أبوه (٤). (ز)

٥٦٩٨٠ - قال مقاتل بن سليمان: {وورث سليمان داود}، يعني: ورث سليمانُ عِلْمَ داود، ومُلْكَه (٥) [٤٨٤٧]. (ز)


[٤٨٤٧] رجَّح ابنُ القيم (٢/ ٢٧٩) أنّ الميراث: هو ميراث العلم والنبوة فقط، مستندًا إلى الإجماع، ودلالة العقل، والسياق، والنظائر، فقال: «هو ميراث العلم والنبوة لا غير، وهذا باتفاق أهل العلم من المفسرين وغيرهم، وهذا لأنّ داود - عليه السلام - كان له أولاد كثير سوى سليمان، فلو كان الموروث هو المال لم يكن سليمان مختصًّا به. وأيضًا فإنّ كلام الله يصان عن الإخبار بمثل هذا؛ فإنه بمنزلة أن يقال: مات فلان وورثه ابنه. ومِن المعلوم أنّ كلَّ أحد يرثه ابنه، وليس في الإخبار بمثل هذا فائدة، وأيضًا فإنّ ما قبل الآية وما بعدها يبين أنّ المراد بهذه الوراثة وراثة العلم والنبوة لا وراثة المال، قال تعالى: {ولقد آتينا داوود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين وورث سليمان داوود}، وإنما سيق هذا لبيان فضل سليمان، وما خصَّه الله به من كرامته وميراثه ما كان لأبيه من أعلى المواهب، وهو العلم والنبوة، {إن هذا لهو الفضل المبين}، وكذلك قول زكريا - صلى الله عليه وسلم -: {وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا} [مريم: ٥ - ٦]، فهذا ميراث العلم والنبوة والدعوة الى الله، وإلا فلا يظن بنبي كريم أنه يخاف عصبته أن يرثوه ماله، فيسأل الله العظيم ولدًا يمنعهم ميراثه، ويكون أحق به منهم! وقد نزه الله أنبياءه ورسله عن هذا وأمثاله».
وبنحوه ابنُ تيمية (٥/ ٦٤)، إلا أنه انتقد الاستدلال بقوله تعالى: {فهب من لدنك وليا يرثني}، مستندًا إلى اللغة، فذكر أنه: «لا يدل على محل النزاع؛ لأنّ الإرثَ اسمُ جنس تحته أنواع، والدالُّ على ما به الاشتراك لا يدل على ما به الامتياز، فإذا قيل: هذا حيوان. لا يدل على أنه إنسان أو فرس أو بعير، وذلك أنّ لفظ الإرث يستعمل في إرث العلم والنبوة والملك وغير ذلك من أنواع الانتقال، قال تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} [فاطر: ٣٢]».

<<  <  ج: ص:  >  >>