للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقُدور عظام، يَسَعُ كلُّ قِدْرٍ عشر جزائر (١)، وقد اتخذ ميادين للدواب أمامه، فيطبخ الطباخون، ويخبز الخبازون، وتجري الدواب بين يديه بين السماء والأرض، والريح تهوي بهم، فسار مِن إصْطَخر إلى اليمن، فسلك مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال سليمان: هذه دارُ هجرة نبيٍّ في آخر الزمان، طوبى لِمَن آمن به، وطوبى لمن اتبعه. ورأى حول البيت أصنامًا تُعبَد من دون الله، فلما جاوز سليمان البيت بكى البيت، فأوحى الله إلى البيت: ما يبكيك؟ فقال: يا ربِّ، أبكاني أنّ هذا نبيٌّ مِن أنبيائك وقومٌ مِن أوليائك مرُّوا عَلَيَّ فلم يهبطوا، ولم يُصَلُّوا عندي، والأصنام تُعبَد حولي مِن دونك. فأوحى الله إليه: أن لا تبك، فإني سوف أملؤك وجوهًا سُجَّدًا، وأُنزِل فيك قرآنًا جديدًا، وأبعث منك نبيًّا في آخر الزمان، أحب أنبيائي إلَيَّ، وأجعل فيك عُمّارًا مِن خلقي يعبدونني، وأفرِض على عبادي فريضة يَذِفُّون (٢) إليك ذفيف النُّسور إلى وكرها، ويحنون إليك حنين الناقة إلى ولدها، والحمامة إلى بيضتها، وأطهرك من الأوثان، وعبدة الشياطين. ثم مضى سليمان حتى مرَّ بوادي السُّدِّيّر؛ واد من الطائف، فأتى على وادي النمل. هكذا قال كعب: إنّه وادٍ بالطائف (٣). (ز)

٥٧٠٢٢ - عن كعب الأحبار -من طريق وهب بن منبه- قال: إنّ سليمان كان إذا ركب حمل أهله وسار. [وذكر الحديث حتى قال]: ثم مضى سليمانُ حتى مرَّ بوادي النسرين من الطائف، فأتى على وادي النمل ... (٤). (ز)

٥٧٠٢٣ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: {حتى إذا أتوا على وادي النمل}، قال: ذُكِر لنا: أنّه وادٍ بأرض الشام (٥). (١١/ ٣٤٥)

٥٧٠٢٤ - قال مقاتل بن سليمان: وقال - عز وجل -: {حتى إذا أتوا على واد النمل} مِن أرض الشام (٦) [٤٨٥٠]. (ز)


[٤٨٥٠] ذكر ابنُ عطية (٦/ ٥٢٦) أنّ ظاهر هذه الآية: أنّ سليمان وجنوده كانوا مشاة في الأرض، وأنّه بذلك يتفق حطم النمل بنزولهم في وادي النمل، ثم قال: «ويحتمل أنهم كانوا في الكرسي المحمول بالريح، وأحست النمل بنزولهم في وادي النمل».

<<  <  ج: ص:  >  >>