للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٨١٩٩ - عن مطر الوراق -من طريق ابن شوذب- في قوله: {وأصبح فؤاد أم موسى فارغا}، قال: فارغًا مِن كل شيء، إلا من هَمِّ موسى (١). (ز)

٥٨٢٠٠ - عن أبي عمران الجوني -من طريق جعفر بن سليمان- في قوله: {وأصبح فؤاد أم موسى فارغا}، قال: فارغًا مِن كل شيء، إلا ذكر موسى (٢). (ز)

٥٨٢٠١ - عن العلاء [بن عبد الله] بن بدر -من طريق غرقدة- في قوله: {وأصبح فؤاد أم موسى فارغا}، قال: نافِرًا (٣). (ز)

٥٨٢٠٢ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: قد كانت أمُّ موسى ترفع له حين قذفته في البحر؛ هل تسمع له بذكر، حتى أتاها الخبر بأنّ فرعون أصاب الغداة صبيًّا في النيل في التابوت، فعرفت الصِّفَة، ورأت أنّه وقع في يدي عدوِّه الذي فرَّت به منه، وأصبح فؤادها فارِغًا مِن عهد الله إليها فيه، قد أنساها عظيمُ البلاء ما كان مِن العهد عندها مِن الله فيه (٤). (ز)

٥٨٢٠٣ - قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {وأصبح فؤاد أم موسى فارغا}، قال: فارغًا من الوحي الذي أوحى الله إليها، حين أمرها أن تلقيه في البحر، ولا تخاف ولا تحزن. قال: فجاءها الشيطان، فقال: يا أم موسى، كرهتِ أن يقتل فرعونُ موسى، فيكون لك أجره وثوابه، وتوليت قتله، فألقيتيه في البحر، وغرَّقْتِيه! فقال الله: {وأصبح فؤاد أم موسى فارغا} مِن الوحي الذي أوحاه إليها (٥) [٤٩٢٩]. (ز)


[٤٩٢٩] اختُلِف في تأويل قوله تعالى: {وأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغًا} على ثلاثة أقوال: أولها: أنّ المراد: فارغًا مِن كل شيء سوى ذِكْرِ ابنها موسى. وهذا قول ابن مسعود، وابن عباس، وسعيد بن جبير، وقتادة، ومجاهد، والضحاك، ومطر. والثاني: أنّ المراد: فارغًا مِن الوحي الذي أوحاه الله إليها. وهذا قول ابن زيد، ومحمد بن إسحاق، وغيرهما. والثالث: أنّ المراد: فارغًا مِن الحزن؛ لعلمها بأنه لم يغرق. وهذا قول نسبه ابن جرير لبعض أهل المعرفة بكلام العرب.
ورجَّحَ ابنُ جرير (١٨/ ١٧٠) القولَ الأولَ، وانتَقَدَ القولَ الثاني مستندًا إلى السياق والعموم، وقال: «إنما قلنا: ذلك أولى الأقوال فيه بالصواب؛ لدلالة قوله: {إنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها}، ولو كان عَنى بذلك: فراغ قلبها من الوحي لم يعقّب بقوله: {إنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ}؛ لأنها إن كانت قاربت أن تبدي الوحي، فلم تكد أن تبديه إلا لكثرة ذكرها إياه، وولوعها به. ومحال أن تكون به ولِعَة إلا وهي ذاكرة. وإذا كان ذلك كذلك بطل القول بأنها كانت فارغة القلب مما أوحي إليها. و? أخرى? {ع}: أنّ الله -تعالى ذكره- أخبر عنها أنها أصبحت فارغة القلب، ولم يَخْصُص فراغ قلبها من شيء دون شيء، فذلك على العموم إلا ما قامت حجته أن قلبها لم يفرغ منه». وانتَقَدَ أيضًا القولَ الثالث، فقال: «هذا قول لا معنى له؛ لخلافه قول جميع أهل التأويل».

<<  <  ج: ص:  >  >>