ورجَّحَ ابنُ جرير (١٨/ ١٧٠) القولَ الأولَ، وانتَقَدَ القولَ الثاني مستندًا إلى السياق والعموم، وقال: «إنما قلنا: ذلك أولى الأقوال فيه بالصواب؛ لدلالة قوله: {إنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها}، ولو كان عَنى بذلك: فراغ قلبها من الوحي لم يعقّب بقوله: {إنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ}؛ لأنها إن كانت قاربت أن تبدي الوحي، فلم تكد أن تبديه إلا لكثرة ذكرها إياه، وولوعها به. ومحال أن تكون به ولِعَة إلا وهي ذاكرة. وإذا كان ذلك كذلك بطل القول بأنها كانت فارغة القلب مما أوحي إليها. و? أخرى? {ع}: أنّ الله -تعالى ذكره- أخبر عنها أنها أصبحت فارغة القلب، ولم يَخْصُص فراغ قلبها من شيء دون شيء، فذلك على العموم إلا ما قامت حجته أن قلبها لم يفرغ منه». وانتَقَدَ أيضًا القولَ الثالث، فقال: «هذا قول لا معنى له؛ لخلافه قول جميع أهل التأويل».