للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في ذلك. قال: ابغوني قاتلَه، ومَن يشهد عليه، لا يستقيم أن نقضي بغير بينة ولا ثبت، فاطلبوا ذلك، فبينما هم يطوفون لا يجدون شيئًا، إذ مرَّ موسى مِن الغد، فرأى ذلك الإسرائيليَّ يقاتل فرعونيًّا، فاستغاثه الإسرائيليُّ على الفرعونيِّ، فصادف موسى، وقد ندِم على ما كان منه بالأمس، وكرِه الذي رأى، فغضِب موسى، فمدَّ يده، وهو يريد أن يبطش بالفرعوني، فقال للإسرائيلي لِما فعل بالأمس واليوم: {إنك لغوي مبين}. فنظر الإسرائيليُّ إلى موسى بعد ما قال هذا، فإذا هو غضبان كغضبه بالأمس إذ قتل فيه الفرعوني، فخاف أن يكون بعد ما قال له: {إنك لغوي مبين} إيّاه أراد، ولم يكن أراده، إنما أراد الفرعوني، فخاف الإسرائيلي، فحاجز الفرعوني، فقال: {يا موسى أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض}. وإنما قال ذلك مخافة أن يكون إيّاه أراد موسى ليقتله، فتتاركا (١). (ز)

٥٨٣٧٢ - عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة-: ... ثم مرَّ به مرة أخرى -يعني: الإسرائيلي- وهو يقاتل أيضًا رجلًا آخر، فقال: يا موسى، أغِثْنِي. فذهب موسى نحوه وهو مُغْضَب، وكان إذا غضِب غضِب غضَبًا شديدًا، فرآه الإسرائيليُّ غضبانًا، ففرِق منه، وظنَّ أنه إياه يريد، وفزع، وقال: يا موسى، إنّك لَصاحب شر، {أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس} الآية؟! (٢). (ز)

٥٨٣٧٣ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد-: {فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما قال} خافه الذي من شيعته حين قال له موسى: {إنك لغوي مبين} (٣). (ز)

٥٨٣٧٤ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر-: {قال له موسى إنك لغوي مبين} فأقبل إليه موسى، فظنَّ الرجلُ أنّه يريد قتله، فقال: يا موسى، {أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس}. قال: وقبطيٌّ قريبٌ منهما يسمعهما، فأفشى عليهما (٤).

(١١/ ٤٤٢)

٥٨٣٧٥ - عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال موسى للإسرائيلي: {إنك لغوي مبين}. ثم أقبل لينصره، فلمّا نظر إلى موسى قد أقبل نحوه ليبطش بالرجل الذي يُقاتل الإسرائيلي، قال الإسرائيلي -وفَرِق مِن موسى أن يبطش به؛ مِن أجل


(١) أخرجه ابن جرير ١٦/ ٦٨، ١٨/ ١٩٣، وابن أبي حاتم ٩/ ٢٩٥٧ - ٢٩٥٨، وهو جزء من حديث الفتون الطويل المتقدم في سورة طه.
(٢) أخرجه إسحاق البستي في تفسيره ص ٤٠.
(٣) أخرجه ابن جرير ١٨/ ١٩٥.
(٤) أخرجه عبد الرزاق ٢/ ٨٩. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.

<<  <  ج: ص:  >  >>