للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إن خير من استأجرت القوي الأمين}: وهي الجارية التي دَعَتْه، قال الشيخ: هذه القوة قد رأيتِ حين اقتلع الصخرة، أرأيتِ أمانته ما يُدرِيك ما هي؟ قالت: مشيت قُدّامه، فلم يحب أن يخونني في نفسي، فأمرني أن أمشي خلفه (١). (ز)

٥٨٥٨١ - قال مقاتل بن سليمان: {قالت إحداهما} وهي الكبرى: {يا أبت استأجره إن خير من استأجرت} يقول: إنّ الذى استأجرت هو {القوي الأمين}. قال شعيبٌ لابنته: مِن أين علمتِ قوته وأمانته؟ قالت: أزال الحجر وحده عن رأس البئر، وكان لا يطيقه إلا رجال. وذكرت: أنّه أمرها أن تمشى خلفه؛ كراهية أن ينظر إليها (٢). (ز)

٥٨٥٨٢ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قالت: {يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين}، لِما رأت مِن قوته وقوله لها ما قال: أنِ امشي خلفي. لئلّا يرى منها شيئًا مما يكره، فزاده ذلك فيه رغبة (٣). (ز)

٥٨٥٨٣ - قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {قالت إحداهما يا أبت استأجره، إن خير من استأجرت القوي الأمين}، فقال لها: وما علمك بقوته وأمانته؟ فقالت: أمّا قوته فإنه كشف الصخرة التي على بئر آل فلان، وكان لا يكشفها دون سبعة نفر، وأمّا أمانته فإنِّي لما جئت أدعوه قال: كوني خلف ظهري، وأشيري لي إلى منزلك. فعرفت أنّ ذلك منه أمانة (٤). (ز)

٥٨٥٨٤ - قال يحيى بن سلّام: {قالت إحداهما} إحدى المرأتين: {يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين} ... وكان الذي رأت مِن قوته في تفسير الحسن: أنّه لم تلبث ماشيتهما أن أرواها، وأن الأمانة التي رأت منه أنها حين جاءته تدعوه قال لها: كوني ورائي. وكره أن يستدبرها. وبعضهم يقول في قولها: {القوي}: أنّه كان على تلك البئر التي سقى منها صخرة لا يرفعها إلا أربعون رجلًا، فرفعها موسى وحده، وذلك أنه سألهما: هل هاهنا بئر غير هذه؟ فقالتا: نعم، ولكن عليها صخرة لا يرفعها إلا أربعون رجلًا (٥). (ز)


(١) أخرجه ابن جرير ١٨/ ٢٢٨.
(٢) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٣٤٢.
(٣) أخرجه ابن جرير ١٨/ ٢٢٩، وابن أبي حاتم ٩/ ٢٩٦٨.
(٤) أخرجه ابن جرير ١٨/ ٢٢٨، وابن أبي حاتم ٩/ ٢٩٦٧ من طريق أصبغ مختصرًا، وأضاف: قال أبو محمد: رأيت الصخرة وشبرت، فكان بأصبعي شبران ومائة.
(٥) تفسير يحيى بن سلام ٢/ ٥٨٧ - ٥٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>