للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إياه (١). (ز)

٣٠٨٠ - قال مقاتل بن سليمان: {ما تتلو الشياطين على ملك سليمان}، وذلك أنّ طائفة من الشياطين كتبوا كتابًا فيه سحر، فدفنوه في مُصَلّى سليمان حين خرج من مُلْكِه، ووضعوه تحت كُرْسِيِّه، فلما توفي سليمان استخرجوا الكتاب، فقالوا: إن سليمان تَمَلَّكَكُم بهذا الكتاب (٢). (ز)

٣٠٨١ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- {واتبعوا ما تتلو الشياطين}، قال: وهي المعازف، واللعب، وكل شيء يصد عن ذكر الله (٣). (ز)

٣٠٨٢ - عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حجاج- قال: تَلَتِ الشياطينُ السحرَ على اليهود على مُلْك سليمان، فاتبعته اليهود على مُلْكِه، يعني: اتبعت السحرَ على مُلْكِ سليمان (٤). (ز)

٣٠٨٣ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: {واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان} قال: لما جاءهم رسول الله مصدقا لما معهم {نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب} الآية، قال: اتبعوا السحر، وهم أهل الكتاب، فقرأ حتى بلغ: {ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر} (٥) [٣٩٢]. (ز)


[٣٩٢] اختلف أهل التأويل في الذين عُنوا بهذه الآية؛ أهُم اليهود المعاصرون لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أم هم اليهود الذين كانوا على عهد سليمان - عليه السلام -؟ فذهبَ ابنُ جرير (٢/ ٣١٧ - ٣١٨) إلى أنّ الآية تشملهما؛ لصحَّةِ ذلك في كلامِ العرب، كما لا مُخَصِّص لأحدهما، حيث قال: «والصواب من القول في تأويل قوله: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان} أنّ ذلك توبيخ من الله لأحبار اليهود الذين أدركوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجحدوا نبوته، وهم يعلمون أنّه لله رسول مرسل، وتأنيب منه لهم في رفضهم تنزيله، وهجرهم العمل به، وهو في أيديهم يعلمونه ويعرفون أنه كتاب الله، واتباعهم واتباع أوائلهم وأسلافهم ما تلته الشياطين في عهد سليمان ... وإنما اخترنا هذا التأويل لأنّ المُتَّبِعَةَ ما تلته الشياطين في عهد سليمان وبعده إلى أن بعث الله نبيه بالحق، وأَمْرُ السحر لم يزل في اليهود، ولا دلالة في الآية أن الله تعالى أراد بقوله: {واتبعوا} بعضًا منهم دون بعض، إذْ كان جائزًا فصيحًا في كلام العرب إضافة ما وصفنا -من اتِّباع أسلاف المُخْبَر عنهم بقوله: {واتبعوا ما تتلو الشياطين} - إلى أخلافهم بعدهم، ولم يكن بخصوص ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أثر منقول، ولا حجة تدل عليه، فكان الواجب من القول في ذلك أن يقال: كل متبع ما تلته الشياطين على عهد سليمان من اليهود داخل في معنى الآية، على النحو الذي قلنا».
وعلَّقَ ابن كثير (١/ ٥١٩) على هذه الآثار بعد سَوْقها بقوله: «فهذه نبذة من أقوال أئمة السلف في هذا المقام، ولا يخفى ملخص القصة والجمع بين أطرافها، وأنه لا تعارض بين السياقات على اللبيب الفَهِم».

<<  <  ج: ص:  >  >>