للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فجعلوه في مُصَلّى سليمان، فقالوا: نحن نَدُلُّكم على ما كان سليمان يُداوِي به، فانطلقوا، فاستخرجوا ذلك الكتاب، فإذا فيه سحر ورُقًى، فأنزل الله: {واتبعوا ما تتلو الشياطين} إلى قوله: {وما أنزل على الملكين} -وذُكِرَ أنها في قراءة أُبَيّ: (وما يُتْلى عَلى المَلَكَيْنِ) - {ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر}، سبع مرار، فإن أبى إلّا أن يكفر عَلَّماه، فيخرج منه نور حتى يسطع في السماء. قال: المعرفة التي كان يعرف (١). (١/ ٥٠٢)

٣١٠٤ - قال محمد بن السائب الكلبي: إنّ الشياطين كتبوا السحر والنِّيرَنجِيّاتِ (٢) على لسان آصَفَ: هذا ما عَلَّم آصَفُ بن بَرْخِيا سليمانَ الملكَ، ثم دفنوها تحت مُصَلّاه حين نَزَع اللهُ ملكَه، ولم يشعر بذلك سليمان، فلما مات سليمان استخرجوها من تحت مُصَلّاه، وقالوا للناس: إنما مَلَكَكم سليمانُ بهذا؛ فتعلَّمُوه. فأما علماء بني إسرائيل فقالوا: معاذَ الله أن يكون هذا علمُ سليمان. وأما السَّفِلة، فقالوا: هذا علم سليمان. وأقبلوا على تعلمه، ورَفَضُوا كتبَ أنبيائهم، وفَشَت المَلامة لسليمان، فلم تزل هذا حالهم حتى بعث الله محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، فأنزل عذرَ سليمان على لسانه، وأظهر براءته مما رُمِي به، فقال: {واتبعوا ما تتلو الشياطين} (٣). (ز)

٣١٠٥ - قال مقاتل بن سليمان: {ما تتلو الشياطين على ملك سليمان}، يعني: ما تلت الشياطين على عهد سليمان وفي سلطانه، وذلك أنّ طائفة من الشياطين كتبوا كتابًا فيه سحر، فدفنوه في مُصَلّى سليمان حين خرج من مُلْكه، ووضعوه تحت كرسيه، فلما توفي سليمان استخرجوا الكتاب، فقالوا: إن سليمان تَمَلَّكَكم بهذا الكتاب، به كانت تجيء الريح، وبه سخرت الشياطين. فعَلَّموه الناسَ، فأَبْرَأ الله - عز وجل - منه سليمان: {وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر}، فتركت اليهودُ كتاب الأنبياء، واتبعوا ما قالت من السحر (٤). (ز)

٣١٠٦ - عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: عَمَدَت الشياطين حين عرفت


(١) أخرجه سعيد بن منصور (٢٠٤) بزيادة عما هنا.
وقراءة (وما يُتْلى) شاذة.
(٢) النِّيرَنجِيّاتِ، جمع النيرنج -بالكسر-: أُخَذ -بضم ففتح- كالسحر، وليس بحقيقته، إنما هو تشبيه وتلبيس. تاج العروس (نرج).
(٣) أخرجه الواحدي في أسباب النزول (ت: الفحل) ص ١٣٧. وذكره البغوي ١/ ١٢٧ - ١٢٨.
(٤) تفسير مقاتل بن سليمان ١/ ١٢٦ - ١٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>