٥٩٤٠٩ - عن مقاتل بن سليمان: أنّه بلغه عن كعب بن عجرة، قال: سمعتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:«{من جاء بالحسنة} فهي لا إله الا الله، {ومن جاء بالسيئة} فهي الشرك، فهذه تُنجي، وهذه تُرْدِي»(١). (ز)
٥٩٤١٠ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله:{من جاء بالحسنة فله خير منها}: أي: له منها حظ خير، والحسنة: الإخلاص، والسيئة: الشرك (٢). (ز)
٥٩٤١١ - قال مقاتل بن سليمان:{من جاء بالحسنة} يعني: بكلمة الإخلاص، وهي لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ {فله خير منها} في التقديم، يقول: فله منها خير، {ومن جاء بالسيئة} يعني: الشِّرك، يقول: مَن جاء في الآخرة بالشرك؛ {فلا يجزى الذين عملوا السيئات} يعني: الذين عملوا الشرك {إلا ما كانوا يعملون} مِن الشرك، فإنّ جزاء الشرك النارُ، فلا ذنب أعظم من الشرك، ولا عذاب أعظم من النار (٣)[٥٠٠٦]. (ز)
٥٩٤١٢ - قال يحيى بن سلّام:{من جاء بالحسنة} لا إله إلا الله مخلصًا بها قلبُه؛ {فله خير منها} أي: فله منها خير، يعني: فله منها الجنة، وفيها تقديم: فله منها
[٥٠٠٦] وجه ابنُ تيمية (٥/ ٩١) تفسير الحسنة بكلمة التوحيد، والسيئة بالشرك، فقال: «فأهل القول الأول قالوه لدخول أعمال البر في التوحيد؛ لأنه عبادة الله بما أمر به، كما قال تعالى: {بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن} [البقرة: ١١٢]، وقال تعالى: {ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة ... } [إبراهيم: ٩١]، فالكلمة الطيبة هي التوحيد، وهي كالشجرة، والأعمال ثمارها في كل وقت، وكذلك السيئة هي العمل لغير الله، وهذا هو الشرك، فالإنسان حارث همام لابد له مِن عمل، ولابد له من مقصود يعمل لأجله، وإن عمل لله ولغيره فهو شِرك، والذنوب من الشرك، فإنها طاعة للشيطان، قال: {إني كفرت بما أشركتموني من قبل} [إبراهيم: ٢٢]، {ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان} [يس: ٦٠]، وفي الحديث: «وشر الشيطان، وشركه»».