للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وجميع الحيوان، ثم تهلك السماء والأرض بعد ذلك، ولا تهلك الجنة والنار وما فيها، ولا العرش، ولا الكرسي (١). (١١/ ٥٢٥)

٥٩٤٨٧ - عن سفيان الثوري، في قوله: {كل شيء هالك إلا وجهه}، قال: إلا ما أريد به وجهه من الأعمال الصالحة (٢) [٥٠١٦]. (١١/ ٥٢٥)

٥٩٤٨٨ - قال يحيى بن سلّام: {ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه} هو كقوله: {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} [الرحمن: ٢٧] (٣) [٥٠١٧]. (ز)


[٥٠١٦] علَّق ابنُ عطية (٦/ ٦٢١) على هذا القول بقوله: "أي: ما عُمل لذاته من طاعة، وتُوجّه به نحوه، ومن هذا قول الشاعر: رب العباد إليه الوجه والعملومنه قول القائل: أردت بفعلي وجه الله تعالى. ومنه قوله - عز وجل -: {ولا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالغَداةِ والعَشِيِّ يُرِيدُونَ وجْهَهُ} [الأنعام: ٥٢] ".
[٥٠١٧] اختلف في قوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إلّا وجْهَهُ} على قولين: الأول: إلاَّ الله. الثاني: إلا ما أُرِيدَ به وجهُه. الثالث: دينه.
وذكر ابنُ كثير (١٠/ ٤٩٢) أن القول الثاني لا ينافي الأول، فقال: «وهذا القول لا ينافي القول الأول، فإن هذا إخبار عن كل الأعمال بأنها باطلة إلا ما أريد بها وجه الله - عز وجل - من الأعمال الصالحة المطابقة للشريعة. والقول الأول مقتضاه أن كل الذوات فانية وهالكة وزائلة إلا ذاته تعالى، فإنه الأول الآخر الذي هو قبل كل شيء وبعد كل شيء».
ورجَّح ابنُ تيمية (٥/ ٩٣) القول الثاني الذي قاله ابن عباس من طريق عطاء، والثوري، وأبو العالية، ومجاهد، مستندًا إلى السياق، فقال: «وتفسير الآية بما هو مأثور ومنقول عن ما قاله من السلف والمفسرين من أن المعنى: كل شيء هالك إلا ما أريد به وجهه. فإنه ذكر ذلك بعد نهيه عن الإشراك، وأن يدعو معه إلهًا آخر، وقوله: {لا إله إلا هو} يقتضي أظهر الوجهين: وهو أن كل شيء هالك إلا ما كان لوجهه من الإيمان والأعمال وغيرهما».
وذكر ابنُ تيمية أن القول الثاني والأخير -الذي قاله جعفر الصادق- معناهما واحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>