للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تحمله، فسألاها نفسها، فقالت: لا، والله، حتى تقتلا هذا الصبي. قالا: لا، والله، لا نقتله أبدًا. فذهبت، ثم رجعت بقَدَح من خمر تحمله، فسألاها نفسها، فقالت: لا، والله، حتى تشربا هذا الخمر. فشَرِبا، فسَكِرا، فوقعا عليها، وقتلا الصبي، فلَمّا أفاقا قالت المرأة: والله، ما تركتما شيئًا أبيتماه إلاّ قد فعلتماه حين سَكِرْتُما. فخُيِّرا عند ذلك بين عذاب الدنيا والآخرة، فاختارا عذاب الدنيا» (١). (١/ ٢٤٩)

٣١٣٨ - عن ابن عمر-من طريق موسى بن جُبير عن موسى بن عقبة، عن سالم-، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أشْرَفَتِ الملائكةُ على الدنيا، فرأت بني آدم يعصون، فقالت: يا رب، ما أجهل هؤلاء، ما أقل معرفة هؤلاء بعظمتك. فقال الله: لو كنتم في مِسْلاخِهم لَعَصَيْتُموني. قالوا: كيف يكون هذا، ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟! قال: فاختاروا منكم ملكين. فاختاروا هاروت وماروت، ثم أُهْبِطا إلى الأرض، ورُكِّبَت فيهما شهواتُ بني آدم، ومُثِّلَتْ لهما امرأة، فما عُصِما حتى واقَعا المعصية، فقال الله: اختارا عذاب الدنيا أو عذاب الآخرة. فنظر أحدهما إلى صاحبه، قال: ما تقول فاختر. قال: أقول: إن عذاب الدنيا ينقطع، وإن عذاب الآخرة لا ينقطع. فاختارا عذاب الدنيا، فهما اللذان ذكر الله في كتابه: {وما أنزل على الملكين}» الآية (٢). (١/ ٥١٠)


(١) أخرجه أحمد ١٠/ ٣١٧ (٦١٧٨)، وابن حبان ١٤/ ٦٣ (٦١٨٦).
قال أبو حاتم كما في العلل ٤/ ٦٤١: «هذا حديث منكر». وذكر البيهقي في السنن ١٠/ ٤ - ٥ أن رواية هذا الحديث من طريق ابن عمر عن كعب الأحبار قولَه أشبه. وقال ابن كثير ١/ ٥٢٤ - ٥٢٥ بتصرف: «وهذا حديث غريب من هذا الوجه، ورجاله كلهم ثقات من رجال الصحيحين، إلا موسى بن جبير هذا فهو مستور الحال، وقد تفرد به عن نافع مولى ابن عمر، عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وروي له متابع من وجه آخر عن نافع». فذكر الحديث من رواية ابن مردويه من طريق موسى بن سَرْجَس، عن نافع، ومن رواية ابن جرير من طريق معاوية بن صالح، عن نافع، ثم قال: «وهذان أيضًا غريبان جدًّا. وأقرب ما يكون في هذا أنه من رواية عبد الله بن عمر، عن كعب الأحبار، لا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما قال عبد الرزاق في تفسيره، عن الثوري، عن موسى بن عقبة، عن سالم، عن ابن عمر، عن كعب، ورواه ابن جرير من طريقين، عن عبد الرزاق، به. ورواه ابن أبي حاتم، عن أحمد بن عصام، عن مؤمل، عن سفيان الثوري، به. ورواه ابن جرير أيضًا: حدثني المثنى، حدثنا المعلى -وهو ابن أسد-، حدثنا عبد العزيز بن المختار، عن موسى بن عقبة، حدثني سالم: أنّه سمع عبد الله يحدث عن كعب الأحبار، فذكره. فهذا أصح وأثبت إلى عبد الله بن عمر من الإسنادين المتقدمين [يعنى: ما رواه نافع عن ابن عمر، من طريق معاوية بن صالح، ومن طريق موسى بن سرجس]، وسالم أثبت في أبيه من مولاه نافع، فدار الحديث ورجع إلى نقل كعب الأحبار، عن كتب بني إسرائيل». ومال ابن حجر في القول المسدد ١/ ٣٩ إلى ثبوت القصة، وقال الألباني في الضعيفة ١/ ٣١٤ - ٣١٥ (١٧٠): «باطل مرفوعًا».
(٢) أخرجه البيهقي في الشعب ١/ ٣٢١ (١٦١).
قال البيهقي: «ورويناه من وجه آخر عن مجاهد، عن ابن عمر موقوفًا عليه، وهو أصح؛ فإن ابن عمر إنما أخذه عن كعب». وقال الألباني في الضعيفة ١٤/ ٣٧٣ (٦٦٥٦): «منكر».

<<  <  ج: ص:  >  >>