أُهْبِطا إلى الأرض، فإذا أتاهما الآتي يريد السحر نَهَياه أشد النَّهْيِ، وقالا له:{إنما نحن فتنة فلا تكفر}. وذلك أنهما علما الخير والشر، والكفر والإيمان، فعرفا أنّ السحر من الكفر، فإذا أبى عليهما أمراه أن يأتي مكان كذا وكذا، فإذا أتاه عاين الشيطان فعلَّمه، فإذا تعلمه خرج منه النور، فنظر إليه ساطعًا في السماء (١). (١/ ٥٢٣)
٣١٥٦ - عن الحسن البصري -من طريق أبي صالح [الهذيل بن حبيب]- في قوله تعالى:{وما أنزل على الملكين ببابل}، قال: وكان هاروت وماروت مطيعين لله - عز وجل -، هبطا بالسحر ابتلاء من الله لخلقه، وعهد إليهما عهدًا أن لا يُعَلِّما أحدًا سحرًا حتى يقولا له مقدمة:{إنما نحن فتنة} يعني: محنة وبلوى، {فلا تكفر} فإذا أبى عليهما إلا تعليم السحر قالا له: اذهب إلى موضع كذا وكذا، فإنك إذا أتيته وفعلت كذا وكذا كنت ساحرًا (٢). (ز)
٣١٥٧ - عن قتادة بن دعامة =
٣١٥٨ - والحسن البصري -من طريق سعيد- قالا: كانا يُعَلِّمان السحر، فأخذ عليهما أن لا يُعلِّما أحدًا حتى يقولا:{إنما نحن فتنة فلا تكفر}(٣). (١/ ٥٣٤)
٣١٥٩ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله:{إنما نحن فتنة}، قال: بلاء (٤)[٤٠٩]. (١/ ٥٣٤)
٣١٦٠ - عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- قال: إذا أتاهما -يعني: هاروت وماروت- إنسانٌ يريد السحر وعَظاه، وقالا له: لا تكفر، إنما نحن فتنة. فإن أبى قالا له: ائْت هذا الرماد فبُلْ عليه. فإذا بال عليه خرج منه نور يسطع حتى يدخل السماء، وذلك الإيمان، وأقبل شيء أسود كهيئة الدخان حتى يدخل في مسامعه وكلِّ شيء منه، فذلك غضبُ الله، فإذا أخبرهما بذلك عَلَّماه السحر، فذلك قول الله:{وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر} الآية (٥). (ز)
[٤٠٩] ذَهَبَ ابنُ جرير (٢/ ٣٥٦)، وابن كثير (١/ ٥٣٦) إلى ما ذهب إليه قتادة مِن أنّ الفتنة في ذلك الموضع معناها: الاختبار، والابتلاء.