للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «لو ضربتم أجلًا آخر، فإن البضع يكون ما بين الثلاث إلى التسع والعشر». فزادوهم في الخطر، ومدوا لهم في الأجل، قال: فظهروا في تسع سنين، ففرح المؤمنون يومئذ بالقمار الذي أصابوا من المشركين {بِنَصْرِ اللَّهِ * يَنْصُرُ مَن يَشاءُ}، وكانوا يحبون أن يظهر أهلُ الكتاب على المجوس، وكان تشديدًا للإسلام (١). (ز)

٦٠٣٤٢ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- {الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * في أدْنى الأَرْضِ} قال: غلبهم أهل فارس على أدنى أرض الشام، {وهُمْ مِن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ} قال: لما أنزل الله هؤلاء الآيات صدّق المسلمون ربهم، وعرفوا أنّ الروم ستظهر على أهل فارس، فاقتمروا هم والمشركون خمس قلائص خمس قلائص، وأجّلوا بينهم خمس سنين، فولي قمار المسلمين أبو بكر، وولي قمار المشركين أُبَيُّ بن خلف، وذلك قبل أن يُنهى عن القمار، فجاء الأجل، ولم تظهر الروم على فارس، فسأل المشركونَ قمارهم، فذكر ذلك أصحابُ النبي - صلى الله عليه وسلم - للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «ألم تكونوا أحقاء أن تؤجلوا أجلًا دون عشر؟! فإن البضع ما بين الثلاث إلى العشر، فزايِدوهم ومادُّوهم في الأجل». ففعلوا، فأظهر الله الروم على فارس عند رأس السبع من قمارهم الأول، فكان ذلك مرجعهم من الحديبية، وكان مما شدَّ الله به الإسلام، فهو قوله: {ويَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُونَ *بِنَصْرِ اللَّهِ} (٢). (١١/ ٥٨١)

٦٠٣٤٣ - قال مقاتل بن سليمان: {غُلِبَتِ الرُّومُ}، وذلك أن أهل فارس غلبوا على الروم (٣). (ز)

٦٠٣٤٤ - قال يحيى بن سلّام: {غُلِبَتِ الرُّومُ} غلبتهم فارس، {أدْنى الأَرْضِ} أرض الروم بأذْرِعات من الشام، بها كانت الوقعة، فلمّا بلغ ذلك أهل مكة شمتوا أن غَلَب إخوانُهم على أهل الكتاب، وكان المسلمون يعجبهم أن تظهر الرومُ على فارس؛ لأن الروم أهل كتاب، وكان مشركو العرب يعجبهم أن تظهر المجوسُ على أهل الكتاب (٤). (ز)


(١) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٣/ ١٠١ (٢٢٧٠).
(٢) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٢/ ٣٣٣ - ٣٣٤، وابن جرير ١٨/ ٤٥٤ - ٤٥٥.
(٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/ ٤٠٦.
(٤) تفسير يحيى بن سلام ٢/ ٦٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>