للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الكُتّاب كلهم، وكُسرت هذه الأقلام كلها، ويبست هذه البحور الثمانية، وكلام الله كما هو لا ينقص، ولكنكم أوتيتم التوراة فيها شيء من حكم الله، وذلك في حكم الله قليل، فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأتوه، فقرأ عليهم هذه الآية. قال: فرجعوا مخصومين بِشَرٍّ (١). (١١/ ٦٥٦)

٦١١٢٥ - عن عطاء بن يسار -من طريق محمد بن إسحاق، عن بعض أصحابه- قال: لما نزلت بمكة: {وما أُوتِيتُمْ مِنَ العِلْمِ إلّا قَلِيلًا} يعني: اليهود، فلمّا هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة أتاه أحبار يهود، فقالوا: يا محمد، ألم يبلغنا أنك تقول: {وما أُوتِيتُمْ مِنَ العِلْمِ إلّا قَلِيلًا} أفتعنينا أم قومك؟ قال: «وكُلًّا قد عنيت». قالوا: فإنّك تتلو أنا قد أوتينا التوراة، وفيها تبيان كل شيء! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هي في عِلم الله قليل، وقد أتاكم الله ما إن عملتم به انتفعتم». فأنزل الله: {ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر} إلى قوله: {إنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} (٢). (ز)

٦١١٢٦ - عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق داود- قال: سأل أهلُ الكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الروح؛ فأنزل الله: {ويَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِن أمْرِ رَبِّي وما أُوتِيتُمْ مِنَ العِلْمِ إلّا قَلِيلًا} [الإسراء: ٨٥]. فقالوا: تزعم أنّا لم نؤتَ مِن العلم إلا قليلًا، وقد أوتينا التوراة، وهي الحكمة، ومَن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا. فنزلت: {ولَوْ أنَّما فِي الأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أقْلامٌ والبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ}. قال: «ما أوتيتم مِن علم فنجّاكم الله بِه من النار وأدخلكم الجنة فهو كثير طيب، وهو في علم الله قليلٌ» (٣). (١١/ ٦٥٨)

٦١١٢٧ - عن عطاء بن يسار: هذه الآية مدنية. قال: نزلت بعد الهجرة كما حكينا (٤). (ز)

٦١١٢٨ - عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: قال المشركون: إنما هذا كلام يوشك أن ينفد. فنزلت: {ولَوْ أنَّما فِي الأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أقْلامٌ} الآية، يقول: لو كان شجر الأرض أقلامًا، ومع البحر سبعة أبحر مدادًا، لتكسرت الأقلام، ونفد ماء


(١) عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.
(٢) أخرجه ابن جرير ١٥/ ٧٢، ١٨/ ٥٧٣ - ٥٧٤.
(٣) أخرجه ابن جرير ١٥/ ٦٨، ١٨/ ٥٧٣.
(٤) تفسير الثعلبي ٧/ ٣٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>