للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الناس في خلق البهائم، ولكن خلَق كلَّ شيء فقدَّره تقديرًا (١). (ز)

٦١٢٩٠ - عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- {الَّذِي أحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ}: أتقن كل شيء خلقه (٢). (ز)

٦١٢٩١ - عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق يزيد- في قوله: {الذي أحسن كل شيء خلقه}، قال: كل شيء في خلقه حُسْن (٣). (ز)

٦١٢٩٢ - عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله تعالى: {الَّذِي أحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ}، قال: أحسن خلْق كل شيء (٤) [٥١٦١]. (ز)

٦١٢٩٣ - قال مقاتل بن سليمان: {الَّذِي أحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ}، يعني: عَلِم كيف يخلق الأشياء من غير أن يعلّمه أحد (٥). (ز)


[٥١٦١] اختلف في معنى: {الَّذِي أحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} في هذه الآية على ثلاثة أقوال: الأول: أتقن كلَّ شيءٍ وأحْكَمَه. الثاني: الذي حسَّن خَلْق كلِّ شيء. وهذان القولان على قراءة من قرأ بفتح اللام. الثالث: أعْلَمَ كل شيء خَلْقه. وهذا القول على قراءة من قرأ بتسكين اللام.
ووجَّه ابنُ عطية (٧/ ٦٩) القول الأول بقوله: «فهو حسنٌ من جهة ما هو لمَقاصِدِه التي أريد لها».
ووجَّه ابنُ جرير (١٨/ ٥٩٩ - ٦٠٠) القول الثاني -وهو قول قتادة من طريق سعيد- بقوله: «وأما الذي وجَّه تأويل ذلك إلى أنه بمعنى: الذي أحسن خَلْقَ كلِّ شيء، فإنه جعل الخَلْقَ نصبًا بمعنى التفسير، كأنه قال: الذي أحسن كلَّ شيءٍ خَلْقًا منه. وقد كان بعضهم يقول: هو من المقدَّم الذي معناه التأخير».
ووجَّهه ابنُ كثير (١١/ ٩٢) بقوله: «كأنه جعله من المقدَّم والمؤخَّر».
ووجَّه ابنُ جرير (١٨/ ٥٩٨ - ٥٩٩) القول الثالث بقوله: «كأنهم وجَّهوا تأويل الكلام إلى أنه ألْهَمَ خَلْقَه ما يحتاجون إليه، وأن قوله: {أحْسَنَ} إنما هو من قول القائل: فلانٌ يُحسِن كذا، إذا كان يَعْلَمُه ... وعلى هذا القول،» الخَلْق «و» الكلّ «منصوبان بوقوع {أحسن} عليهما».
ورجَّح ابنُ جرير (١٨/ ٥٩٩) مستندًا إلى الدلالة العقلية القول الأول، وهو قول ابن عباس من طريق عكرمة، ومجاهد من طريق ابن أبي نجيح، وعلَّل ذلك بقوله: «لأنه لا معنى لذلك إذ قُرِئ كذلك إلا أحد وجهين؛ إمّا هذا الذي قلنا من معنى الإحكام والإتقان، أو معنى التَّحسين الذي هو في معنى الجمال والحُسْن؛ فلما كان في خَلْقِه ما لا يُشَكُّ في قُبْحِه وسماجته عُلِمَ أنه لم يَعْنِ به أنه حسَّن كلَّ ما خلَق، ولكن معناه أنه أحكمه وأتقن صنعته».
وانتقد ابنُ عطية القول الثالث قائلًا: «وهذا قولٌ فيه بُعْد».

<<  <  ج: ص:  >  >>