للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا يَسْتَوُونَ}، قال: نزلت في علي بن أبي طالب، والوليد بن عقبة (١). (١١/ ٧٠٦)

٦١٤٤٥ - عن عطاء بن يسار -من طريق ابن إسحاق، عن بعض أصحابه- قال: نزلت بالمدينة في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة بن أبي معيط، كان بين الوليد وبين علي كلام، فقال الوليد بن عقبة: أنا أبسط منك لسانًا، وأحدّ منك سنانًا، وأرَدُّ منك للكتيبة. فقال علي: اسكت فإنك فاسق. فأنزل الله: {أفَمَن كانَ مُؤْمِنًا كَمَن كانَ فاسِقًا لا يَسْتَوُونَ} الآيات كلها (٢). (١١/ ٧٠٥)

٦١٤٤٦ - عن إسماعيل السُّدِّيّ، مثله (٣). (١١/ ٧٠٦)

٦١٤٤٧ - قال مقاتل بن سليمان: {أفَمَن كانَ مُؤْمِنًا} وذلك أن الوليد بن عقبة بن أبي معيط من بني أمية أخو عثمان بن عفان? مِن أُمِّه قال لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنهما -: اسكت فإنك صبي، وأنا أحدّ منك سنانًا، وأبسط منك لسانًا، وأكثر حشوًا في الكتيبة منك. قال له عليٌّ - عليه السلام -: اسكت فأنت فاسق. فأنزل الله -جلَّ ذِكْرُه-: {أفَمَن كانَ مُؤْمِنًا} يعني: عليًّا - عليه السلام - (٤) [٥١٧١]. (ز)


[٥١٧١] اختلف في نزول قوله تعالى: {أفَمَن كانَ مُؤْمِنًا كَمَن كانَ فاسِقًا لا يَسْتَوُونَ} على قولين: الأول: أنها نزلت في علي بن أبي طالب?، والوليد بن عقبة ابن أبي معيط. الثاني: أنها نزلت في علي بن أبي طالب?، وعقبة بن أبي معيط.
وبيَّن ابنُ عطية (٧/ ٧٨ - ٧٩) أن القول الأول اعتُرِض عليه بإطلاق اسم الفِسْق على الوليد، ثم وجَّه ذلك بقوله: «وذلك يحتمل أن يكون في صدر إسلام الوليد لشيءٍ كان في نفسه، أو لما روي من نقله عن بني المصطلق ما لم يكن حتى نزلت فيه: {يا أيُّها الَّذِينَ آَمَنُوا إنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: ٦]. ويحتمل أيضًا أن تطلق الشريعة ذلك عليه لأنه كان على طرفٍ مما ينبغي، وهو الذي شَرِب الخمر في خلافة عثمان?، وصلّى الصبح بالناس أربعًا ثم التفت، وقال: أتريدون أن أزيدكم؟ ونحو هذا مما يطول ذكره». وعلَّق على القول الثاني بقوله: «وعلى هذا يلزم أن تكون الآية مكية؛ لأن عقبة لم يكن بالمدينة، وإنما قتل في طريق مكة منصرفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بدر».

<<  <  ج: ص:  >  >>