للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بأحدٍ مِن نسائك قبلي؟ قال: «لا». قالت: فإني أختار الله ورسوله والدار الآخرة، ولا تخبرهن بذلك. قال: ثم تتبعهن، فجعل يخيّرهن، ويقرأ عليهن القرآن، ويخبرهن بما صنعت عائشة، فتتابعن على ذلك (١). (ز)

٦٢٠٧٠ - عن عامر الشعبي -من طريق أبي سلمة الهمذاني- قال: نزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {يا أيها النبي قل لأزواجك ان كنتن تردن الحياة والدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا * وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة}، فخيَّرَهُنَّ رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -، فاخترن اللَّه ورسوله والدار الآخرة؛ فشكر الله لهن ذلك، وأنزل الله عليه: {لا يحل لك النساء من بعد ولا تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك} [الأحزاب: ٥٢] (٢). (ز)

٦٢٠٧١ - عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قول الله: {تُرْجِي مَن تَشاءُ مِنهُنَّ وتُؤْوِي إلَيْكَ مَن تَشاءَ} [الأحزاب: ٥١] الآية، قال: كان أزواجه قد تَغايَرْنَ على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فهجرهُنَّ شهرًا، نزل التخيير مِن الله له فيهن: {يا أيُّها النبي قُلْ لِأَزْواجِكَ إنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الحَياةَ الدُّنْيا وزِينَتَها} فقرأ حتى بلغ: {ولا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجاهِلِيَّةِ الأُولى}، فخيَّرهن بين أن يخترن أن يُخلّي سبيلهن ويسرِّحهن، وبين أن يُقِمن إن أردن الله ورسوله على أنهن أمهات المؤمنين، لا يُنكحن أبدًا، وعلى أنه يؤوي إليه من يشاء منهن لِمَن وهب نفسه له حتى يكون هو يرفع رأسه إليها، ويُرجي من يشاء حتى يكون هو يرفع رأسه إليها، ومن ابتغى ممن هي عنده وعزل فلا جناح عليه، {ذَلِكَ أدْنى أنْ تَقَرَّ أعْيُنُهُنَّ ولا يحزن ويرضين} [الأحزاب: ٥١] إذا علمن أنه مِن قضائي عليهن، إيثار بعضهن على بعض، أدنى أن يرضين؛ قال: {ومَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ} [الأحزاب: ٥١] من ابتغى أصابه، ومن عزل لم يصبه، فخيّرهن بين أن يرضين بهذا، أو يفارقهن، فاخترن الله ورسوله، إلا امرأة واحدة بدوية ذهبت؛ وكان على ذلك، وقد شرط له هذا الشرط، ما زال يعدل بينهُنَّ حتى لقي الله (٣). (ز)


(١) أخرجه ابن جرير ١٩/ ٨٥، وأصله عند أحمد ٢٢/ ٣٩١ - ٣٩٢ (١٤٥١٥)، ومسلم (١٤٧٨)، والنسائي في الكبرى (٩٢٠٨) وغيرهم، من طريق أبي الزبير عن جابر كما تقدم.
(٢) أخرجه ابن إسحاق في سيرته ص ٢٦٩ (ت: سهيل زكار).
(٣) أخرجه ابن جرير ١٩/ ٨٧ - ٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>