للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٢١٦٧ - عن الحكم [بن عتيبة]-من طريق ابن عيينة، عن أبيه- {ولا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجاهِلِيَّةِ الأُولى}، قال: كان بين آدم ونوح ثمانمائة سنة، فكان نساؤهم مِن أقبح ما يكون مِن النساء، ورجالهم حسان، وكانت المرأة تريد الرجل على نفسه؛ فأُنزلت هذه الآية (١). (١٢/ ٣٢)

٦٢١٦٨ - عن محمد بن كعب القرظي -من طريق أسامة بن زيد- قال: {الجاهِلِيَّةِ الأُولى} بين عيسى ومحمد - صلى الله عليه وسلم - (٢). (١٢/ ٣٤)

٦٢١٦٩ - عن عامر الشعبي -من طريق زكريا-، مثله (٣). (١٢/ ٣٤)

٦٢١٧٠ - قال قتادة بن دعامة: {الجاهِلِيَّةِ الأُولى} هي ما قبل الإسلام (٤). (ز)

٦٢١٧١ - قال محمد بن السائب الكلبي: {ولا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجاهِلِيَّةِ الأُولى} كان ذلك في زمن نمرود الجبار، والناس حينئذ كلهم كفار (٥). (ز)

٦٢١٧٢ - قال مقاتل بن سليمان: {ولا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجاهِلِيَّةِ الأُولى} قبل أن يُبعَث محمد - صلى الله عليه وسلم -، مثل قوله: {عادًا الأُولى} [النجم: ٥٠] (٦). (ز)

٦٢١٧٣ - قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: {ولا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجاهِلِيَّةِ الأُولى}، قال: يقول: التي كانت قبل الإسلام. قال: وفي الإسلام جاهلية؟ قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي الدرداء -وقال لرجل وهو ينازعه: يا ابن فلانة. لأمٍّ كان يُعَيِّره بها في الجاهلية- فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يا أبا الدرداء، إنّ فيك جاهلية». قال: أجاهلية كفر أو إسلام؟ قال: «بل جاهلية كفر». قال: فتمنيتُ أن لو كنت ابتدأتُ إسلامي يومئذ. قال: وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ثلاث مِن عملِ أهل الجاهلية لا يدعهن الناس: الطعن بالأنساب، والاستمطار بالكواكب، والنياحة» (٧) [٥٢٣١]. (ز)


[٥٢٣١] اختُلِف في زمن الجاهلية الأولى على ستّة أقوال: أولها: أنها ما بين آدم ونوح. والثاني: أنها ما بين نوح وإبراهيم. والثالث: أنها ما بين نوح وإدريس. والرابع: أنها زمن داود وسليمان. والخامس: أنها ما بين موسى وعيسى. والسادس: أنها ما بين عيسى ومحمد.
وذَهَبَ ابنُ جرير (١٩/ ٩٩ - ١٠٠) إلى أنّ كلَّ تلك الأقوال يحتملها ظاهر التنزيل.
وذَهَبَ ابنُ عطية (٧/ ١١٧) مستندًا إلى دلالة العقل إلى أنّها الجاهلية التي أدركها أزواج النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «الذي يظهر عندي أنه أشار إلى الجاهلية التي لَحِقْنَها، فأمرن بالنقلة عن سيرتهن فيها، وهي ما كان قبل الشرع من سيرة الكفرة؛ لأنهم كانوا لا غيرة عندهم، وكلُّ أمر النساء دون حجبة». ثم بَيَّنَ أنّ وصْفَ الجاهليّة بـ {الأُولى} لا يعني أنّ هناك جاهلية أُخرى، فقال: «وجعلها أُولى بالإضافة إلى حالة الإسلام، وليس المعنى أنّ ثَمَّ جاهلية أخرى، وقد مَرَّ اسم الجاهلية على تلك المدة التي قبل الإسلام، فقالوا: جاهلي في الشعراء، وقال ابن عباس -في البخاري-: سمعت أبي في الجاهلية يقول ... إلى غير هذا».

<<  <  ج: ص:  >  >>