للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول الله، فادخل. فأبى أن يدخل، فأعجبتْ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فولّى وهو يُهَمْهِم بشيء لا يكاد يُفهم منه إلا ربما أعلن: «سبحان الله العظيم، سبحان مصرِّف القلوب». فجاء زيد إلى منزله، فأخبرته امرأته أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى منزله، فقال زيد: ألا قلتِ له أن يدخل! قالت: قد عرضتُ ذلك عليه، فأبى. قال: فسمعتِ شيئًا؟ قالت: سمعتُه حين ولّى تكلَّم بكلام ولا أفهمه، وسمعتُه يقول: «سبحان الله العظيم، سبحان مصرِّف القلوب». فجاء زيد حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، بلغني أنك جئت منزلي، فهلّا دخلتَ يا رسول الله! لعل زينب أعجبتكَ، فأفارقها؟ فيقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ}. فما استطاع زيد إليها سبيلًا بعد ذلك اليوم، فيأتي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيخبره، فيقول: {أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ}. ففارقها زيد واعتزلها، وانقضت عدتها، فبينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس يتحدث مع عائشة إذ أخذته غَشْيَة، فسُرِّي عنه، وهو يبتسم، ويقول: «مَن يذهب إلى زينب يبشرها أنّ الله زوَّجَنِيها مِن السماء؟». وتلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {وإذْ تَقُولُ لِلَّذِي أنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ} القصة كلها. قالت عائشة: فأخذني ما قَرُب وما بَعُد لِما يبلغنا مِن جمالها، وأخرى هي أعظم الأمور وأشرفها؛ زوّجها الله من السماء. وقلتُ: هي تفخر علينا بهذا (١). (١٢/ ٥٣)

٦٢٢٧١ - عن إسماعيل السُّدِّيّ، في قوله: {وإذْ تَقُولُ لِلَّذِي أنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} الآية، قال: بلغنا: أن هذه الآية أُنزلت في زينب بنت جحش، وكانت أمها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأراد أن يزوِّجها زيد بن حارثة، فكرهتْ ذلك، ثم إنها رضيتْ بما صنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فزوَّجها إياه، ثم أعلم الله نبيه بعد أنها مِن أزواجه، فكان يستحي أن يأمر زيد بن حارثة بطلاقها، وكان لا يزال يكون بين زيد وزينب بعض ما يكون بين الناس، فيأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يمسك عليه زوجه، وأن يتقي الله، وكان يخشى الناس أن يعيبوا عليه؛ أن يقولوا: تزوج امرأة ابنه. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد تبنّى زيدًا (٢). (١٢/ ٦٠)

٦٢٢٧٢ - قال محمد بن السائب الكلبي: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى زينب زائرًا، فأبصرها قائمةً، فأعجبته، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «سبحان الله مقلب القلوب». فرأى


(١) أخرجه ابن سعد ٨/ ١٠١ - ١٠٢، والحاكم ٤/ ٢٣ - ٢٤.
قال الزيلعي في تخريج الكشاف (٣/ ١١١): «غريب بهذا اللفظ».
(٢) عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.

<<  <  ج: ص:  >  >>