للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٣٥٣ - قال عبد الله بن عباس: نزلت في نفر من اليهود قالوا للمسلمين بعد وقعة أحد: ألم تروا إلى ما أصابكم؟! ولو كنتم على الحق ما هُزِمتم، فارجعوا إلى ديننا فهو خير لكم (١). (ز)

٣٣٥٤ - عن قتادة بن دعامة =

٣٣٥٥ - ومحمد بن مسلم الزهري -من طريق مَعْمَر- في قوله: {ود كثير من أهل الكتاب}، قالا: كعب بن الأشرف (٢) [٤٣٨]. (١/ ٥٥٧)

٣٣٥٦ - قال مقاتل بن سليمان: {ودَّ كثير من أهل الكتاب}، وذلك أن نفرًا من اليهود منهم فِنْحاصُ، وزيد بن قيس -بعد قتال أحد- دَعَوا حذيفة وعمارًا إلى دينهم، وقالوا لهما: إنّكما لن تُصِيبا خيرًا لِلَّذي أصابهم يوم أحد من البلاء. وقالوا


[٤٣٨] انتَقَدَ ابن جرير (٢/ ٤٢٠)، وابن عطية (١/ ٣١٩) استنادًا إلى السياق، ولغة العرب أن يكون المعنيُّ بقوله: {ودَّ كثير من أهل الكتاب} كعب بن الأشرف، كما نُسِبَ إلى الزهري، وقتادة. فقال ابن جرير: «وليس لقول القائل عنى بقوله: {ودَّ كثير من أهل الكتاب} كعب بن الأشرف، معنىً مفهوم؛ لأن كعب بن الأشرف واحد، وقد أخبر الله أن كثيرًا منهم يودون لو يَرُدُّون المؤمنين كفارًا بعد إيمانهم، والواحد لا يقال له: كثير، بمعنى الكثرة في العدد، إلا أن يكون قائل ذلك أراد بوجه الكثرة في هذه الآية الكثرةَ في العز ورفعة المنزلة في قومه وعشيرته، فإن كان أراد ذلك فقد أخطأ؛ لأن الله قد وصفهم بصفة الجماعة، فقال: {لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارًا حسدًا}، فذلك دليل على أنه عنى الكثرة في العدد، أو يكون ظن أنه من الكلام الذي يخرج مخرج الخبر عن الجماعة، والمقصود بالخبر عنه الواحد، فيكون ذلك أيضًا خطأ. وذلك أنّ الكلام إذا كان بذلك المعنى فلا بُدَّ من دلالة فيه تدل على أن ذلك معناه، ولا دلالة تدل في قوله: {ود كثير من أهل الكتاب} أنّ المراد به واحد دون جماعة كثيرة، فيجوز صرف تأويل الآية إلى ذلك، وإحالة دليل ظاهره إلى غير الغالب في الاستعمال».
وقال ابن عطية: «وهذا تحامل، وقوله: {يردونكم} يرد عليه».

<<  <  ج: ص:  >  >>